ثقافة ومجتمع
04 شباط 2016, 11:51

جمعية كفى... لتُكفّ الاساءة الى عاملات المنازل

في ظل بروز ظاهرة الطائفية والسياسة التي تسيطر على مجتمعنا، ونشوء نزاعات جمّة بين الناس، أتت العرقية أيضا لتُعمّر جدارا واسعا تحت سقف واحد، اي بين عاملات المنازل وأصحاب العمل.

في هذا السياق، انتجت جمعية "كفى عنف واستغلال" فيلما توعويا قصيرا يظهر الارقام المتعلقة بمعلومات عن أصحاب العمل وعلاقتهم بعاملات المنازل. فخمسون بالمئة من اللبنانيين يعطون العاملة يوم راحة الذي هو من حقها بحسب عقد العمل، أربعة وعشرون في المئة فقط يسمحون لها بمغادرة المنزل في يوم العطلة، أربعون في المئة لا يعطون العاملة راتبها الشهري بشكل منتظم، أربعة وتسعون منهم يحتجزون جواز سفر العاملة معهم وأربعة وأربعون في المئة يعتقدون ان مدة العقد هي ثلاثُ سنوات، بينما هي سنةٌ واحدة فقط.

كذلك، لا يقتصر الأمر على مخالفة عقد العمل، بل يتخطاه الى انعدام الثقة بالعاملات من حيث النظافة وسلامة العقلية.

هذه الدراسة أطلقت في مطلع شباط الحالي، مستقاة من دراسة وطنية أجرتها الجامعة الاميريكية في بيروت بالتعاون مع منظمة كفى والجمعية الدولية لمكافحة الرق، وبدعم من منظمة العمل الدولية. وتُثبت هذه المعطيات ان عددا لافتا من أصحاب العمل لا يزالون ينظرون الى العاملات انطلاقا من أحكام مسبقة وتصوّرات تشوبها العنصرية والفوقية والطبقية.

وهنا يطرح السؤال: كيف لاصحاب العمل ان يطلبوا من شخص لا يثقون به الاهتمام باولادهم، وشخص يفترض ان لديه مشاكل نفسية ان يعتني باهلهم، وشخص غير نظيف ان يحضر الطعام لهم؟ كفى تناقضاً وكفى افتراضات مسيئة!