تظاهرات تقطع طرقات لبنان.. فهل تُحرّك الدّولة ساكنًا؟
"إقفال أوتوستراد القلمون - بيروت بالإتّجاهين من قبل السّائقين العموميّين بالفانات والباصات إضافة إلى قطع الطّريق البحريّة.
اتّحادات ونقابات قطاع النّقل البرّيّ تنفّذ اعتصامات وتحرّكات بدءًا من السّادسة صباحًا وقطع طرقات في مختلف المناطق ما يتسبّب بزحمة سير خانقة.
قطع طريق البحصاص عند نقطة نزلة ضهر العين من قبل نقابة سائقي الشّمال."
هي عيّنة بسيطة من باقة الأنباء التي نقلت التّحرّكات الشّعبيّة، تحرّكات طالت مختلف المناطق اللّبنانيّة طارحة تساؤلات تختصّ بإمكان الوصول إلى نتائج ملموسة بعد جملة التّحرّكات هذه.
قد يطالب المواطنون غير المعنيّون مباشرة بالمطالب التي ترفعها الجهات المعارضة - إعادة المعاينة الميكانيكيّة إلى كنف الدّولة بعد انتهاء مدّة B.O.T - بفكّ هذه الاعتصامات خصوصًا لما تسبّبه من عرقلة في الطّرقات وتأخير الموظّفين المتوجّهين صوب أعمالهم، إلّا أنّ الوعي اللّبنانيّ يجب أن يتخطّى هذه التّداعيات السّلبيّة المباشرة ليصل إلى الرّقيّ الحضاريّ المدرك تمامًا أنّ النّزول إلى الشّارع خطوة تشكّل عامل ضغط ضدّ الدّولة.
هذا الضّغط المتمثّل بإقفال الطّرقات ورفع الأصوات والتّحرّك سلميًّا على أرض الواقع قد يوقظ ضمائر المعنيّين ليدركوا خطورة الظّرف وجدّيّته، خصوصًا أنّ التّظاهرات حقّ مشروع للمواطنين في جمهوريّة الدّيمقراطيّة لبنان.
قد يبدو أنّ الخريف السّياسيّ والشّعبيّ حلّ ملكًا في الواحد والعشرين من أيلول/سبتمبر إلى جانب خريف الطّبيعة، علّ تبقى التّحرّكات المحاسِبة سلميّة بعيدة عن العواصف الهوجاء الشّتويّة.