دينيّة
08 كانون الثاني 2017, 11:00

تسعة أيّام بشفاعة القدّيس أنطونيوس الكبير..

"أب الأسرة الرّهبانيّة"، "أب الرّهبان" و"مثال الكمال".. هو القدّيس أنطونيوس الكبير الذي تخلّى عن ممتلكاته كافّة وتبع الله فتربّع على عرش القداسة.

"إن أردتَ أن تكون كاملًا إذهب وبع كلّ ما تملك ووزّعه على الفقراء وتعال واتبعني"، آية غيّرت مجرى حياة القدّيس أنطونيوس الشّابّ الغنيّ المسؤول عن تربية شقيقته بعد أن توفّي والداه، فباع حصّته من الميراث وتفرّغ للعبادة بزهد.

اتّخذ القدّيس أنطونيوس من الصّحراء مسكنه الدّائم، فيها ناجى الله وتنسّك. حسده الشّيطان فأخذ يجرّبه، إلّا أنّ تأمّلات القدّيس وصلواته حالت دون انتصار الشّرّ عليه.

عشرون سنة مرّت والحبيس أنطونيوس متنسّك في مغارة في الصّحراء، إلى أن اكتشف النّاس مقرّه وقصدوه من أرجاء البلاد كافّة طالبين شفاعته والتّلمذة على يده.. لم يرفض القدّيس طلب المؤمنين، قدّم لهم بغية قلبهم، وأنشأ الأديرة وثبّت الرّهبان في دعوتهم.. رافق المسيحيّين في اضطهادهم وحذّر من الهرطقات السّائدة داعيًا للتّمسّك بالكمال المسيحيّ.

كانت للقدّيس أنطونيوس منزلة كبرى لدى الملوك خصوصًا الملك قسطنطين الكبير الّذي راسله طالبًا صلواته. وبالرّغم من نعمة شفاء الأمراض وطرد الشّياطين الذّي وهبه إيّاها الله، لم تتملّك القدّيس أنطونيوس روح التّكبّر بل انصرف إلى الصّلاة والتّأملّ قبل أن يفارق الرّوح عن عمر يناهز المئة وخمس سنوات..

فلنبدأ اليوم تساعيّة هذا القدّيس سائلين الله أن يمنحنا نعمة التّواضع فنسير بالطّريق المستقيم باحثين عن الكمال الرّوحيّ فنتغلّب بإيماننا على كلّ شرّ...