تحيّة وتصفيق للصّحافيّين أيضًا!
فالبابا فرنسيس أوصى البشريّة أخيرًا باستذكار الإعلاميّين والصّحافيّين والمراسلين والمصوّرين وكلّ العاملين بوسائل الإعلام في صلواتنا، مغرّدًا وكاتبًا: "لنصلِّ معًا من أجل جميع الذين يعملون في وسائل الإعلام، يعملون لكي ينقلوا المعلومات والأخبار فلا يشعر الأشخاص بأنّهم معزولون ومن أجل تربية الأطفال. لنصلِّ من أجل جميع الذين يساعدوننا على تحمُّل زمن الانغلاق هذا."
فاجأنا الحبر الأعظم! فقلائل هم من استذكروا ويستذكرون هذه الفئة من النّاس، فئة لا تكلّ ولا تهدأ بهدف إيصال المعلومة إلى المواطنين. هذه الفئة من النّاس تعمل ليل نهار بلا ملل وبشغف كبير بهدف تثقيف المشاهدين وتوعيتهم. هذا الشّغف يجعل من مهنة الصّحافة رسالة إنسانيّة بعيدة عن التّجرّد والوظيفيّة. شغف يزيد كلّما زادت الأزمات في البلد، ففي هذه الفترة الصّعبة مثلًا، أيّ في زمن فيروس كورونا، يتكاتف الإعلاميّون بلا تعب بهدف نشر الوعي والمعرفة الطّبّيّة والإدراك لدى النّاس، وبهدف إزالة كلّ شوائب الضّبايّة والضّياع والغموض حول الموضوع، وبهدف دغدغة مشاعر الخوف والهيبة للتّأكيد على ضرورة الحجر المنزليّ.
الصّحافيّون في هذه الفترة العصيبة لا يستطيعون مشاركة إخوتهم في الإنسانيّة بالحجر المنزليّ، بل يعرّضون حياتهم وحياة أحبابهم للخطر في سبيل نقل المعلومات وخلق الألفة في البيوت. الصّحافيّ سلاحه الكلمة والحقّ، يدخل إلى البيوت بلا استئذان، فتقع عليه مسؤوليّة قصوى، مسؤوليّة أن تكون الحقيقة هي البوصلة الوحيدة. الصّحافيّ يحارب كورونا بسلاح المعلومة والوعي، فهو أيضًا يستحقّ التّقدير والتّصفيق والتّحيّة، لأنّه هو أيضًا في الصّفوف الأماميّة في الحرب ضدّ كورونا، لكنّ حربه من نوع آخر.