ثقافة ومجتمع
14 تشرين الأول 2020, 13:00

تحيّة إلى البيئة...

ماريلين صليبي
في اليوم العربيّ للبيئة، تأمّلٌ بتصرّفاتنا البشريّة تجاه طبيعة عالمنا... تأمّل حصيلته الأكيدة الأسف على قلّة وعينا وعدم احترامنا للكنز الطّبيعيّ.

خلق الله الكون بتأنٍّ ناثرًا كلّ السّحر والجمال في طبيعته: الشّجر المثمر كنز، الأزهار الفوّاحة نعمة، الأعشاب الرّطبة جوهرة، ولكنّ الإنسان مفرط بكلّها.

لم يقابل الإنسان هذا الجمال الطّبيعيّ إلّا بالأذيّة والإهمال، فجعل من الأرض سلّة مهملات ومن الشّجر معمل ورق ومن الزّهر مصنع عطور. 

الإنسان هجّر الخضار ليرفع الجماد وراح بآلاته الحادّة ومن أجل مصالحه المادّيّة يأكل من الجبال، فإرتفعت مدن الباطون على حساب بيوت الحجر الرّمليّ وسطح القرميد وكثرت الكسّارات والمرامل للمشاريع المُربحة.

الإنسان بتصرّفاته المؤذية تلك ترك الأرض وسط عاصفة من التّلوّث الحادّ، عاصفة باتت تداعياتها تظهر سلبًا على الطّبيعة والإنسان نفسه.

في اليوم العربيّ للبيئة، نصلّي من أجل أن يسكب الله على المرء جرعة وعي ومحبّة تجاه الكنوز الأرضيّة، كما نرفع الصّلوات من أجل خلاص الطّبيعة اللّبنانيّة من كلّ المصائب التي تحلّ بها، آخرها الحرائق التي إلتهمت أحراجنا وسهولنا في معظم المناطق، حرائق لم تكتفِ بحرق الأشجار والأعشاب بل حرقت قلوبنا أيضًا لرؤية هذه الكنوز الطّبيعيّة تتحوّل رمادًا.

من أجل البيئة نصلّي، فيا ربّ، إبسط حنانك ورحمتك فوق العالم أجمع وأبعد عن كنوز الأرض يد الإنسان القاسية والمصائب الطّبيعيّة الكارثيّة.