ثقافة ومجتمع
10 تشرين الثاني 2016, 06:30

تاريخ لبنان "بشير" بـ"صباح" الفنّ والسّياسة

ماريلين صليبي
تأمّل القلم أحداث تاريخ العاشر من تشرين الثّاني/نوفمبر مستوحيًا موضوعًا يحفر به الأوراق كلامًا معبّرًا، فما وجد أحداثًا مهمّة بقدر مولد صباح من جهة ومولد بشير الجميّل من جهة أخرى. وقف إذًا محتارًا بأمره لمن يذرف الحبر الصّادق، ليقرّر بعدها جمع المناسبتين في آن...

 

صباح أو جانيت جرجس فغالي، مطربة وممثّلة، ولدت عام 1927 لتبدأ مشوار نجاح فنّيّ مميّز في لبنان والعالم العربيّ أجمع، مشوار استمرّ حتّى عام 2014 يضمّ رصيدًا حافلًا من آلاف الأغاني وعشرات المسرحيّات والأفلام السّينمائيّة.

بشير الجميّل، قائد القوّات اللّبنانيّة والرّئيس السّابع للجمهوريّة، ولد عام 1947 ليبدأ مشوارًا سياسيًّا مصحوبًا بالأزمات المحلّيّة والإقليميّة والدّوليّة، مشوار استمرّ حتّى 14 أيلول/سبتمبر 1982 حين اغتيل بانفجار فجّر الحلم ببناء وطن سياديّ مزدهر، حلم كلّ اللّبنانيّين الذين أجمعوا على محبّة بشير وعلى قدرته في إنقاذ لبنان.

التّاريخ إذًا يذكر عملاقة في الفنّ الأصيل وبطل في السّياسة المتأرجحة، صباح وبشير، إسمان لمعا في مجالين مختلفين طبعًا إنّما متقاربين مكمّلين، لأنّ لبنان يجسّد، كسائر البلاد، بناء يرتفع بتجذّر الفنّ والسّياسة بتاريخه.

هويّة لبنان يثبّتها عمودان أساسيّان ما هما إلّا شخصيّات فنّيّة يحفظها الزّمان وأخرى سياسيّة تطبع تاريخه، فلـ"فنّ لبنان" صباح بصوتها الذّهبيّ المضيء، ولـ"سياسة لبنان" بشير بصوته الجهوريّ الواثق.

"تاريخ لبنان" إذًا تزاوجٌ متين بين الفنّ والسّياسة؛ القلم ذكر اليوم صباح وبشير، غدًا يذكر عمالقة آخرين ساهموا بمواقفهم الوطنيّة الأصيلة وبأعمالهم الفنّيّة القديرة بنحت صورة لبنان الحضاريّة التي نفتخر بها كبارًا وصغارًا...