ثقافة ومجتمع
04 آب 2016, 09:00

بين نون (ن) الاضطهاد في الموصل ونور القيامة الأبديّ.. سنتان

ماريلين صليبي
قبل سنتين.. عانوا المأساة المرّة. قبل سنتين.. طاردهم العنف بوحشيّة. قبل سنتين.. لاقاهم الظّلم بالمرصاد. قبل سنتين.. تركوا بيوتهم وممتلكاتهم ومشوا. قبل سنتين.. ساروا في طريق الغربة بحثًا عن ملاجئ آمنة. قبل سنتين.. كان تَهجيرهم القاسي، هم مسيحيّو الموصل وبلدات سهل نينوى.

 

تمرّ الذّكرى الثّانية لألم أهالي الموصل بحسرة وغصّة وحزن، فالإرهاب الذي دفع بالمضطَهِدين إلى إخراج الأهالي من منازلهم بالإكراه واتّخاذ الكنائس مراكز للقسوة والحرب لا يزال مستشرٍ في عالمنا اليوم، بوجوه شتّى وضحايا مختلفين، فقبل سنتين كانت الموصل، واليوم هو العالم أجمع مهدَّد.

في الذّكرى الثّانية للتّهجير المسيحيّ، استذكار لحرف النّون (ن) الذي طبعه المضطَهِدين على بيوت الأهالي، وهي علامة فارقة تميَّز بسهولة للإشارة إلى الهويّة الدّينيّة للمضطَهَدين، وبذلك عنصريّة مطلقة وعنف قسريّ وبغض أعمى تمنع الآخر اعتناق دين مخالف لدين الإرهاب -إذا ما كان للإرهاب دين-.

ما انفكّ الظّلم إذًا يلاحق الدّيانة المسيحيّة أينما حلّت، وبذلك فرح. فرحٌ هو؟ طبعًا، فالمسيحيّون مدعوّون لمشاركة المسيح في آلامه، لتحدّي الصّعوبات برجاء وأمل، لاعتبار الشّهادة الحيّة أو شهادة الدّمّ سبيلًا للطّهارة وكسب الحياة الأبديّة.

الموصل لا تزال صامدة، والمسيحيّون أيضًا، لأنّ رجاء القيامة أعظم من سواد ليل الظّلم، ولأنّ النّظرة إلى الأفق القريب-البعيد حاملة السّلام للموصل والعالم، علّ تنتهي معاناة كلّ الشّعوب المظلومة ويضيع الإرهاب في دهاليز الانحدار.