بين الموت والحياة الأبديّة.. قطرة إيمان
الإنسان في بحث دائم عن الخلود، يسعى بشتّى الطّرق إلى الهروب من فكرة الموت الّتي قد تسرقه من هذه الحياة أو قد تسلب منه من يحبّ، ما يعرّضه لفقدان الإيمان أو الابتعاد عن الله في كلّ مرّة يواجه فيها ألم الفراق.
يتناسى الإنسان أنّ المسيح وهبه نعمة الحياة الأبديّة، تحمّل العذابات وقبل كأس الموت ليبعده عنه، حمل الصّليب ليزيل ثقله عن كلّ مؤمن متسلّح بالإيمان والرّجاء، يتناسى أنّ إلهه غلب الموت بالموت وأنار عتمة قبره مبشّرًا بالقيامة الأبديّة.
في كلّ منزل مريض يقاوم الدّاء ويحاول التّعايش مع ألم فُرض عليه، مريض يقوى بصلوات أفراد أسرته، يتعزّى بإيمانهم ورجائهم، فكلّما أشرق الأمل من وجوه الأقارب كلّما تحلّى المريض بالشّجاعة لمتابعة الطّريق بعزم وإيمان.
من منّا لم يفقد قريبًا أو حبيبًا، من منّا لم يؤلمه خبر وفاة؟ من منّا لا يحاول التّعايش مع فكرة فقدان عزيز تركه وحيدًا في عالم جفّ فيه الأمل والرّجاء؟
فلنتمسّك اليوم بإيماننا، ولننظر إلى صليب إلهنا الواعد بالحياة الأبديّة، متذكّرين أنّ لا موت عند المسيحيّين بل حياة جديدة بالمسيح، مردّدين مع البابا فرنسيس: "الموت ليس الكلمة الأخيرة"!