بين الغرب والشّرق.. لقاء تطوّر مستحيل
يقولون إنّ الأوروبيّين والأميركيّين روّاد التّطوّر، وأهالي إفريقيا وآسيا أصحاب الانكماش..
يقولون إنّهم أبطال الصّناعات، وإنّنا جهلة..
يقولون ذلك، وهل يخطئون؟
قد تكون التّسميات قاسية: "بلاد العالم الثّالث"، "البلاد النّامية"، "البلاد الأقلّ تطوّرًا"، "أصحاب عصر الانحطاط"... إلّا أنّ الواقع الذي يشعّ من العالم العربيّ الشّرقيّ وذاك الذي ينبعث من الغرب الأوروبيّ والأميركيّ خير دليل على أنّ الفرق بين الجهتين واسع شاسع.
ولتأكيد هذه الأقوال المؤسفة والمذمّة ببلاد الحضارة والحرف، نظرة سريعة إلى أبسط الدّلائل: البرامج الإعلاميّة.
جولة سريعة على المحطّات التّلفزيونيّة المحلّيّة وأخرى الأجنبيّة كفيلة لنميّز بشكل واضح بين نوعيّة البرامج ومضامينها، فكثيرة هي البرامج الفرنسيّة مثلًا التي تعالج مواضيع ثقافيّة مهمّة من خلال ألعاب ترفيهيّة رفيعة المستوى.
وهنا لا وجه للمقارنة مع النّوعيّة العربيّة التي تتّبع مبدأ "الجمهور عاوز كده" لتبرّر محتوى معظم البرامج الذي يُبَثّ إلى المشاهدين، محتوى بعيد عن أهمّيّة بثّ معلومات دقيقة ومعمّقة، بل يقدّم ما يخدم الابتذال والسّخافة.
بين الغرب والشّرق قصّة لقاء مستحيل وفراق دائم، فهل سنشهد في السّنين المقبلة توازنًا في ميزان التّقدّم والتّطوّر بينهما؟