ثقافة ومجتمع
09 شباط 2016, 14:08

بين الحب والصداقة..

"كم جميل لو بقينا أصدقاء".. "كل امرأة تحتاج الى كفّ صديق".. أغنية تروي حكاية امرأة تحتاج إلى صديق يستمع لرواياتها واهتماماتها بعيداً عن قصص العشق وأخبار الغرام.

تصف الأغنية حاجة المرأة الى من يدرك عقلها، الى من يوصلها الى ميناء السّلام، الى من يفهم دموعها وحزنها، لتطرح تساؤلات حول إمكانية وجود مثل هذه الصّداقة بين الرجل والمرأة، فهل تتحقّق هذه الصّداقة من دون حبّ أو حتّى إنجذاب؟

 أفلامنا ورواياتنا مبنيّة بغالبيتها على علاقات صداقة تحوّلت الى قصص غرام، فمجتمعنا مقتنع أن الرجل والمرأة لا تجمعهما سوى المشاعر المشتعلة، ما يدفعنا للظنّ أن مثل هذه العلاقة مستحيلة، وبالرغم من صعوبة تخطّي هذه الرّؤية لا بدّ من تقبّل واقع ان الصّداقات بين الرجل والمرأة باتت جزءاً أساسياً من حياتنا اليوميّة.

 توضح أخصائية علم النفس بولين الكلّاسي منصور لموقع "نورنيوز" الاخباري، أن إنجاح مثل هذه العلاقات يعتمد بالدرجة الأولى على الشخصين المعنيين، فمن نشأ في بيئة "منفتحة"، لا يرى في مثل هذه العلاقة أي عائق، بعكس من تربّى في مجتمع منغلق.

ومن أجمل ما يميّز علاقة الرّجل بالمرأة، هو حاجته الى من يستمع إليه، الأمر الذي لا تؤمنه صداقاته مع رجال آخرين، فهو يجد في المرأة الأذان الصّاغية وكاتمة أسراره التي تتفهم ما يختلج اعماقه من احاسيس.

من جهتها تجد المرأة في صداقتها مع الرّجل حسّ المغامرة، فعلاقتها بأخريات من الفتيات تسودها مشاعر ملبّدة، أما الرّجل فبدعمه لها بعيدا عن الدراما، يصبح السّند الذي لا يضيّع فرصة لرسم الابتسامة على وجهها.

من جهة أخرى، المرأة والرّجل يتعرضان لمشاعر الإنجذاب، لذلك قد يواجه الصّديقان اغراءات تحول دون الحفاظ على صداقتهما، فدموع المرأة مثلاً قد تجد طريقها إلى قلب الرّجل الذي سيشعر حينها أنه بطًلها، ما يشكّل عائقاً أمام الحفاظ على الصّداقة بمعناها المجرّد.

من جهة أخرى، الوقوع في الحبّ بين صديقين له أوجه عدّة، فقد تكون حكايتهما من أجمل الرّوايات هما الذان تشاركا أعمق الأسرار وأجمل اللّحظات أو قد تتحوّل من جهة أخرى الى جحيم، فأسرارهما قد تؤثّر على العلاقة لتصبح عائقاً أمام إنجاحها.

في النهاية، تختلف أنواع العلاقات بين ثنائي وآخر، فهناك من يحافظ على صداقته ومن يغتنم المناسبة لتطويرها، ومهما كثرت أنواعها، تبقى الصّداقة من أرقى المشاعر التي يحتاجها المرء للتمتع بجمال الحياة، فماذا لو اصبح الحبيب صديق شريكه الاوفى؟