بوناونتورا ملفان البيعة... قدّيس العلم وعبادة مريم
حياته المتواضعة رسمت له مسيرة لاهوتيّة ناجحة انطلقت من سيره على خطى والدته بالتّقوى والإيمان والتّعبّد لمريم العذراء.
فمن راهب في رهبانيّة القدّيس فرنسيس إلى طالب متميّز في جامعة باريس إلى أستاذ فلسفة ملقّب بالملفان في اللّاهوت، كان ذكاء بوناونتورا ممزوجًا بنعمة الرّبّ اللّامتناهية التي دفعت به إلى نشر عبادة العذراء وتأليف الأناشيد البديعة والكتب الفلسفيّة اللّاهوتيّة النّادرة المثال.
لقب الملفان اقترن بلقب السّاروفيميّ لفضائله وعلومه الغزيرة. فالرّاهب سريعًا ما بات رئيسًا عامًّا يرشد رهبانه على التّواضع وحفظ القوانين.
وإنتقل الرّئيس العامّ إلى يمين البابا في مجمع ليون حيث كان في مقدّمة الكرادلة وزعيم خطبائهم، لكنّ الموت سرقه ليرفعه قدّيسًا سنة 1482.
عن حياة بوناونتورا المبنيّة على خدمة الله وكنيسته المقدّسة يحفر القلم كلامًا مهما كثر يبقى قليلًا؛ فلا بدّ لنا في مثل هذا اليوم أن ندرك أهمّيّة السّير في درب العلم والحكمة وأن نتّزن بالثّبات والوعي لنصل إلى مراتب نحاول من خلالها خدمة الله والإنسان من أجل زرع الأمل والخير في أرض تجفّ من ماء الطّيبة يومًا بعد يوم.