بنظرات الكبرياء.. تُعمى القلوب!
بكلامه هذا، رسم البابا فرنسيس علاقتنا بالله إذ خطّها بالتّواضع والمحبّة والخشوع وكلّلها بالتّوبة الصّادقة.
فبنظرة خجولة نرفعها إلى الرّبّ الرّحوم للتّعبير فيها عن آثامنا وأوجاعنا ومآسينا وضيقاتنا، ننال الرّحمة والخلاص.
بهذه النّظرة البعيدة عن الكراهية والتّحدّي والممزوجة بالقبول والخنوع السّامي، نرتفع مع الرّبّ إلى الكمال المرجوّ، كمال يحقّقه الرّبّ بنظرة يقابلنا فيها بالرّحمة والحنان والخير والبِرّ.
نظراتنا الخجولة من فظاعة أفعالنا يرفعها الرّبّ إليه ويزيّنها بالجمال اللّامتناهي، فكلّما استسلمنا لمشيئة الخلاص كلّما ربحنا أنفسنا من الهلاك.
التّكبّر إذًا يبعدنا أشواطًا عن نيل التّوبة والغفران، أمّا التّواضع فيقرّبنا من الفرح الأبديّ. فالشّعور بالخجل من الخطيئة رسالة إلى الرّبّ نعبّر فيها عن رغبتنا في التّخلّي عن الإثم، في حين أنّ النّظرة الشّرسة تعمي قلوبنا بالشّرّ القاسي.
بجمال وجهه ونقاوة قلبه وطيبة روحه يرمق إلينا المسيح، هو الذي تجسّد ليشاركنا أوجاعنا، يعلّمنا العيش بالصّلاح مع إخوتنا في الإنسانيّة.
لنتمثّل ببراءة نظراته ولنتّحد بعظمة رحمته ولنترافق معه في مسيرة الخلاص خالعين جذور التّكبّر، رافعين نظرات استنجاد الرّحمة فننال التّوبة الأبديّة في البيت السّماويّ.