دينيّة
15 كانون الأول 2018, 08:00

بميلادِك العجيب خلِّصنا أجمعين!

ابتداءً من هذه اللّيلة، تفتح السّماء أبوابها أكثر فأكثر لاستقبال تضرّعات المؤمنين، إذ إنّ هذه اللّيلة تشكّل افتتاحيّة تساعيّة عيد الأعياد، الميلاد المجيد.

 

تفتتح هذه اللّيلة إذًا أيّامًا تسعة مباركة يرفع فيها المؤمنون الصّلوات الصّادقة إلى المسيح الذي يتحضّر العالم لاستقباله.

تسعة أيّام فقط تفصلنا عن ولادة الطّفل يسوع، فيها تتحضّر البشريّة روحيًّا فتنقّى القلوب وتطهّر الشّفاه لتستحقّ استقبال ابن الله الحيّ.

في التّساعيّة المقدّسة هذه تعلو الزّيّاحات والأناشيد والتّسابيح، فيها تتكرّس الصّلوات التي تسأل الرّبّ بإيمان أن يغلغل فينا قيمًا روحيّة محيية.

طلبات المؤمنين خلال هذه الفترة المباركة ترتفع صوب البيت السّماويّ بفرح وتهليل لتسأل الرّبّ الإله أن يضرم المحبّة في قلوبنا ويعلّمنا التّخلّي عن الأرضيّات وتسليم الذّات للتّدبير الإلهيّ، أن يقرّبنا من الطّاعة للوصايا والتّعاليم ويمنحنا عفّة النّفس والجسد لخدمة نظيفة، أن يدفعنا إلى التّحلّي بالتّواضع والابتعاد عن التّشامخ ويزرع الإيمان الحيّ والأعمال الصّالحة في نفوسنا، أن يهبنا الحكمة في العقول ويجعلنا نتشبّث بالاكتفاء والقناعة.

في تساعيّة الميلاد إذًا، نعظّم الرّبّ ونشهد لجبروته ونسأله بحقّ مريم العذراء والقدّيس يوسف أن يجدّدنا روحيًّا ونفسيًّا وعقليًّا لتكون قلوبنا منزلة مباركة لولادة المسيح.

فها هو الميلاد يقترب لتقترب معه البهجة والفرح والمحبّة، لنهلّل إذًا معًا سائلين: "بميلادِك العجيب خلِّصنا أجمعين"!