دينيّة
14 أيلول 2019, 07:00

بفرح شارك يسوع آلامه...

ماريلين صليبي
قد يكون الصّليب قطعة خشبيّة يُحتفَل حولها بعيد يجتمع فيه الأصحاب وتشعَّل فيه النّيران وسط أجواء من الفرح، لكنّه يرمز إلى أوسع من ذلك، هو بالطّبع من أسمى الرّموز الدّينيّة المسيحيّة التي لا بدّ لنا كمؤمنين أن نتوقّف عندها بتأمّل وخشوع.

 

على هذا الصّليب الذي تحتفل الكنيسة بعيده اليوم، تنفّس المسيح آخر أنفاسه قبل أن يسلّم روحه ويموت.

خشب هذا الصّليب امتصّ الدّمّ الحارّ الذي تدفّق من جروح يسوع متى كان تحت يد الجلّاد يتحمّل الآلام.

داخل مكوّنات هذا الصّليب الخشبيّة، امتزج الدّمّ المقدّس بالماء المحيي الذي انبثق من قلبه الحيّ عندما نقره الضّابط ليتأكّد من مماته.

مات المسيح على هذا الصّليب ليتمّم مشروع الله الخلاصيّ، فلو كان للصّليب لسان ينطق لصرخ بالآهات الموجعة ولمجّد الرّبّ على الدّوام.

هذا الصّليب الجبّار الذي لم ينكسر أو يلين رغم كلّ تحرّكات الضّبّاط البطشة، ظلّ صامدًا يأوي المسيح، يتحمّل مع صاحبه وجع المسامير المُرّ، فبفرح شارك يسوع آلامه وظلّ صامتًا ينبض بنور الخلاص.

أمام عظمة الصّليب، الشّاهد الأكبر على عذاب يسوع وفدائه، نطلب منك يا ربّ أن تغرس صليب الصّبر والإيمان في قلوبنا كما غُرس صليب المسيح على قمّة الجلجلة فهزّ العالم بوقعه المقدّس.

على غرار مريم يا الله، اجعلنا نتحمّل صلبان الألم والصّعاب والمشاكل، بقلب ينبض دمًا وماءً ورجاءً وأملًا وإيمانًا بأنّ الغد أفضل وبأنّ بعد الموت قيامة وخلاص أبديّين.