دينيّة
25 تشرين الأول 2016, 09:00

بعد نجاتهنّ من القذيفة.. راهبات الكرمل في حلب "باقيات في أرضهنّ حتّى آخر حبّة زيتون"

ماريلين صليبي
"الصّورة تشرح الكثير.. قذيفة تنزل في بستان دير راهبات الكرمل في حلب.. والرّاهبة الكرمليّة تقترب منها وبيدها المسبحة: باقون في أرضنا حتّى آخر حبّة زيتون.."

 

بهذه العبارات ظهرت صورة على مواقع التّواصل الإجتماعيّ تجسّد الحرب من جهة والأمان من جهة أخرى، هي صورة نشرها موقعinfochrétienne.com  تتخطّى كلّ التّعليقات.

الحرب والأمان معًا؟ نعم، فمع يسوع المسيح تتضارب الطِّباقات، تعصف رياح الإيمان الهوجاء، تنهار مباني اليأس المتجذّرة، تندلع نيران المحبّة الحارّة، لتهتزّ قاعدة الحرب المتأصّلة في بلادنا ومناطقنا وأحيائنا.

هي الرّاهبة الكرمليّة تتأمّل القذيفة التي زُرعت في بستان الدّير، قذيفة أرادت مزج دماء بريئة بتراب مقدّسة تعبق أريج البخّور والإيمان وعبير التّاريخ والأصالة.

هي الرّاهبة الكرمليّة تحمل مسبحتها في اليد والرّجاء في العينين، لتشدّد على الصّمود والتّجذّر والبقاء. فمع يسوع المسيح لا خوف من العنف ولا استسلام أمام الغدر ولا ضلال ولا ضياع، بل عنفوان أمين وانتماء ثمين وسلام داخليّ.

عن حلب الحزينة ما عسى يكتب القلم بعد؟ شحّ حبره فبات يغمّس ريشته بدماء حمراء لينقل واقعًا مريرًا على مسامع عاجزة عن التّحرّك.

إنّما المشهد اليوم مغاير، القلم ترطّب بالأمل والرّجاء والإيمان ونقل عن حرب حلب "صورة تشرح الكثير" عن السّلام مع يسوع المسيح...