دينيّة
03 تشرين الأول 2016, 12:00

بعد مئة عام.. أقدمت للمرّة الأولى على سرّ المناولة!

ريتا كرم
غريب كيف يعمل الله في حياة البشر، هو يطرق الباب في أوقات غير متوقّعة ويترك بصمته حيث الحاجة إليها. ففي ريو دي جينيرو البرازيليّة، إمرأة تخطّت عتبة المئة بسنة واحدة، أقدمت، منذ أيّام، على قبول سرّ المناولة الأولى، خلال القدّاس الإلهيّ في بيت الرّاحة التّابع لسيّدة جبل الكرمل.

 

وفي التّفاصيل، وبحسب موقع CNA (وكالة الأخبار الكاثوليكيّة)، "دونا بانها" وصلت قبل عام إلى بيت الرّاحة الّذي تديره راهبات سيّدة الورديّة التّابعة لجمعيّة فاطيما، وبدأت تشارك في القدّاسات الّتي تحييها الجماعة في كابيلا المركز. وفي أحد الأيّام، قرّرت السّيّدة "المعمِّرة" أن تتقدّم من كرسيّ الاعتراف فاكتشف الكاهن جوزيان ريبيرو أنّ الأخيرة لم تكن قد نالت نعمة المناولة فطلب من الرّاهبات تحضيرها روحيًّا من أجل أن تنال هذا السّرّ المقدّس. وهكذا تمّ! وتذوّقت "دونا بانها" الرّبّ للمرّة الأولى بعد انتظار تخطّى القرن، وذلك بقناعة تامّة، فكانت "شهادة لحبّ الله، ليس فقط للمقيمين في بيت الرّاحة وإنّما لكلّ من تشارك روعة هذه اللّحظة عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ"، شهادة أكّد عليها الكاهن ريبيرو.

هذه الشّهادة الّتي أفرحت الكثيرين، ليست سوى تأكيد على أنّ الله يمهل ويختار الوقت الأنسب ليجعل الإنسان يكتشف سرّه ويتّحد به ويثبت واحدهما في الآخر؛ فنصبح، مهما كان عمرنا، أقوياء بفعل القربان الأقدس، و"بيت قربان" يقيم فيه يسوع عاكسًا نوره الأزليّ ومضيئًا على شركة حقيقيّة.

في القربان إذًا، نموّ في النّعمة وارتقاء في الكمال الرّوحيّ وغفران للخطايا. وكم جميل أن يدرك المرء- وهو يتحضّر لملاقاة الله في ملكوته- أنّ كلّ كنوز الأرض ما فادته بشيء وأنّ "القربان" هو كلّ ما كان يلزمه ليحضن الرّبّ ويرمي أثقال مئة عام عند قدميه فيرتاح جسدًا وروحًا.