ثقافة ومجتمع
09 آذار 2020, 14:00

بعد إشكال رعيّة مار زخيا عجلتون... ماذا عن الطّاعة؟

ماريلين صليبي
القرار اتُّخذ بشأن المناولة باليد والسّلام من دون مصافحة خلال القداديس تحسّبًا من انتشار فيروس الكورونا... قرار اخترقته أصوات مندِّدة على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، قبل أن تعلو أصوات رافضة من عجلتون، خلال قدّاس الأحد في رعيّة مار زخيا.

قرار الكنيسة بالمناولة باليد والسّلام من دون مصافحة لا يفسح المجال أمام تخيير المصلّين، فلا استثناء لأيّ رعيّة ولا مكان لادّعاءات البعض بتدنيس جسد المسيح. لذا، ما حصل في عجلتون لم يغب عن عظة البطريرك الرّاعي في قدّاس الأحد في بكركي، إذ أكّد أنّ الطّاعة هي عنوان الدّين المسيحيّ، ما يحتّم على الرّعايا والمؤمنين اتّباع قرار الكنيسة بثقة وإيمان.

وعن الطّاعة تحدّث رئيس أنطش سيدة التّلّة دير القمر الأب جوزيف أبي عون لموقعنا، إذ قال إنّ قرار الكنيسة تلقّفته الرّعايا والكهنة بامتعاض ومفاجأة أوّلًا، لكنّ الطّاعة هي التي أشفت قلوبهم وجعلتهم يتقبّلون القرار، خصوصًا أنّ المناولة فعل إيمانيّ قديم موثّق في كتاب "منارة الأقداس" للبطريرك الدّويهي.

وأضاف أبي عون أنّنا اليوم أمام واقع الطّاعة، فيسوع المسيح قال: "طعامي أن أعمل مشيئة من أرسلني"، فعندما نصل كمؤمنين عند مفترق الطّريق بين الطّاعة أو عدمها، لا بدّ من اختيار الطّاعة سبيلًا للخلاص، حتّى ولو كنّا غير مدركين.

فلنسلّم أمرنا للمسؤولين عنّا في الكنيسة، ولنتمثّل بطاعة الأطفال لآبائهم، وطاعة مريم للملاك جبرائيل، فالطّاعة هي التي تخفّف المشاكل وتبني البيوت والعائلات والرّعايا المتينة.

والطّاعة أيضًا، بحسب الأب أبي عون، هي عنوان الأحرار، فالحرّ يختار بين الطّاعة وعدمها، أمّا العبيد فلا خيار لهم، ولأنّنا أبناء أحرار يجب اختيار الطّاعة.

ما حصل في عجلتون نموذج مؤسف لما آلت إليه مجتمعاتنا، فهيّا نتحرّر من الحقد والغضب ولنسِر في درب الطّاعة فرحين!