بطرس غالي... غالياً كان وسيبقى!
اختارته المنظّمة سادس أمين عام لها بعد أن كان يتبوّأ منصب نائب رئيس الوزراء للشّؤون الخارجيّة في مصر منذ أيّار 1991، ووزيراً للدّولة للشّؤون الخارجيّة من ت1 1977 حتّى 1991. هذا وكان عضواً في البرلمان المصريّ سنة 1987، وعضواً في أمانة الحزب الدّيمقراطيّ عام 1980 ونائباً لرئيس الاشتراكيّة الدّوليّة إلى حين تولّيه منصبه في الأمم المتّحدة حيث لعب دوراً له حجمه وأهمّيّته على صعيد الحرب الباردة وقتها، فدعم المنظّمة في الوساطة في مرحلة ما بعد الحرب، وصبّ جهوده لحفظ السّلام وبنائه بعد انتهاء الصّراعات في بلدان عديدة مقدّماً "خطّة للسّلام" في حزيران 1997 في تقرير تُرجم إلى 29 لغة، كان ولا يزال محور مناقشات واسعة النّطاق.
هذا وعمل لأجل تنمية ناشطة وواسعة وديمقراطيّة حقيقيّة، عاقداً مؤتمرات تاريخيّة عديدة للغاية ترفع مستويات الوعي وتضع قواعد ومعايير لحفظ حقوق الإنسان وحمايتها كجزء لا يتجزّأ من "خطّة التّنمية"، بما فيها حقوق السّكّان الأصليّين والنّساء والأطفال المعوّقين.
وخلال تولّيه المنصب، سافر الأمين العام إلى أكثر من خمسين بلداً ممثّلاً الأمم المتّحدة في تعزيز قضيّة السّلام.
نال بطرس غالي بعد ولايته الأولى درجات فخريّة وجوائز عديدة ثمّنت مساعيه ورسالته.
وفي نبذة سريعة عن الرّاحل بطرس غالي الّذي غاب عن عمر 94 سنة، فقد درس العلاقات الدّوليّة والقانون في جامعة القاهرة حتى عام 1946، وحصل على الدّكتوراه في القانون الدّوليّ من جامعة باريس سنة 1949، وكان خلال الفترة ما بين 1949 إلى 1977 أستاذاً للقانون الدّوليّ والعلاقات الدّوليّة في جامعة القاهرة.
ترأّس بين 2003 و2006 مجلس مركز الجنوب أيّ المنظّمة الحكوميّة الدوليّة للبحوث للدّول النّامية، والمنظّمة الفرانكوفونيّة الدّوليّة بعد عودته من الأمم المتحدة، والمجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر الّذي استقال من رئاسته عام 2011 مؤسّساً مجلّة السّياسة الدّوليّة الفصليّة الصّادرة عن صحيفة الأهرام.
إلى روح بطرس غالي الّذي شكّل علامة عربيّة عالميّة فارقة، تحيّة شكر لكلّ عطاءاته وانحناءة احترام لروحه المتواضعة.