دينيّة
19 تشرين الأول 2018, 07:00

بحقّ آلامك المقدّسة.. إرحمنا!

ماريلين صليبي
عندما تدفّق من قلبه ماء ودم من على الصّليب، أراد المسيح أن يغدقنا برحمته، أن يُظهر حضوره الرّحوم الدّائم في حياتنا.

 

هي رحمة لا ينفكّ الله يعطينا من خلالها الإشارات المحيية التي تخلّصنا من آثامنا المُرّة.

عندما نقع بألم في اليأس المبرح ومن ثمّ ننهض بقوّة غريبة لنكمل المشوار برجاء، هناك تكون الرّحمة.

عندما نتغبّر بالآثام فتطمرنا الخطيئة في واحات الظّلام والغدر والشّرّ والأذى ومن ثمّ تُغفر كلّ الخطايا لنحيا مع الرّبّ، هناك تكون الرّحمة.

عندما نتوه في دوّامة العتمة والضّلال ومن ثمّ نجد شاطئ الأمان والخلاص، هناك تكون الرّحمة.

رحمة الله نِعمة لامتناهية، فالماء تنعش نفوسنا العطشى والدّم يحيي موت أرواحنا.

بالرّحمة تُمسح الدّموع الغزيرة ويجفّ الحزن الشّلال.

بالرّحمة تُفتح أبواب السّماوات لاستقبالنا بحفاوة ومحبّة.

بالرّحمة تُمحى الخطيئة التي تنقر ضمائرنا من دون شفقة.

بالرّحمة تُحرَّر النّفوس من قيود الموت وتختبر الحرّيّة.

بالرّحمة تغمرنا مريم ويحيطنا القدّيسون.

بالرّحمة تُدبَّر أيّامنا بالصّلاح والخير.

فبحقّ آلامك المقدّسة يا الله، إرحمنا وارحم العالم أجمع...