ثقافة ومجتمع
25 نيسان 2018, 12:00

بالفيديو- جبل للقدّيسين في قعر بحر لبنان ورفقا آخر أركانه

ريتا كرم
هو لبنان، بلد الـ10452 كلم² الّذي لا يتوقّف أبناؤه عن الافتخار والتّغنّي به في كلّ حين وحال. هو أرض القدّيسين الّذي ارتفعت على جباله أكبر الصّلبان ونُصبت تماثيل قدّيسيه شامخة شموخ الأرز على مرتفعاته، تحمي أبناءه وتبارك سهول الوطن وجباله ووديانه، وكذلك بحره.

 

نعم، فبحر لبنان، وتحديدًا الّذي ترسو منطقة العدرا في ذوق مصبح على شاطئه، يحضن ومنذ سنوات قليلة "جبل القدّيسين". هو جبل تحت سطح المياه رُفعت عليه تماثيل مريم العذراء ومار شربل ومار الياس على عمق يتراوح بين 35 و45 مترًا بمبادرة من فريق الغطس اللّبنانيّ U-961 Scuba Diving.

وها هو الجبل المائيّ اليوم يتزيّن بتمثال جديد، تمثال القدّيسة رفقا بمبادرة من الغطّاس اللّبنانيّ طارق غصوب الّذي يخبر، في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ، أنّه من أطلق اسم "جبل جميع القدّيسين" على المكان.

فهو بعد أن عاش في غربة خارج لبنان عاد إلى بلد الأرز، وفيه قرّر أن يتابع ممارسة هواية الغطس مع فريق U-961 Scuba Diving ومدرّبه جوني إسحق، الّذي كشف له عمّا يخبّئه جوف البحر في تلك المنطقة؛ فكان الاسم وكان مشروعه بوضع تمثالي رفقا ونعمة الله الحرديني ليكتمل المشهد.

وتحقيقًا للهدف، قصد غصوب صانع تماثيل فأعطاه المواصفات المطلوبة. وكانت النّتيجة تمثالين لرفقا والحرديني، صُنعا من الألياف الزّجاجيّة الصّلبة المقاومة للمياه وللصّدأ والحريق وللتّيّارات المائيّة القويّة؛ أمّا العلوّ فهو 1.20 مترًا والوزن نحو 80 كيلوغرامًا.

وكان طارق غصوب وفريق الغطس قد حملوا تمثال رفقا قبل يومين إلى قعر البحر وثبّتوه بين الصّخور على عمق 40 مترًا بعد دراسة معمّقة لعمليّة نقله، متحدّين بحرفيّتهم الخطر الذّي يسبّبه الغطس على عمق 40 مترًا على رئتي الغطّاس، ترافقهم يد الرّبّ الّذي عكس على البحر هدوءًا جليًّا ورؤية واضحة، فسكنت كلّ الأمواج ما ساعدهم على إتمام المهمّة بنجاح وبالوقت المطلوب، موثّقين اللّحظات في فيديو نرفقه مع المقال.

وعلى بعد 10 أمتار تقريبًا من رفقا، سيرتفع تمثال الحرديني في 16 أيّار/ مايو المقبل في اليوم نفسه الّذي أُعلن فيه قدّيسًا، فيكتمل بذلك "جبل القدّيسين".

وليس ببعيد عن منطقة العدرا، وتحديدًا في المنطقة الممتدّة بين البوار والعقيبة، يحرس البحر تماثيل للسّيّدة العذراء والطّفل يسوع والقدّيس يوسف، على عمق 24 مترًا وضعها الفريق في ك1/ يناير 2016، داخل مغارة أطلق عليها "مغارة الميلاد".

ويوضح غصوب أنّ الموقعين يتيحان أمام محترفي الغطس زيارتهما بالتّواصل مع فريق U-961 Scuba Diving، فيتمتّعون بآن واحد بمنظر طبيعيّ خلّاب تحت ماء المتوسّط، وبمشهد إيمانيّ خاشع يجعل زائره يطلق صلاته إلى الله من البحر إلى السّماء.

هذه المبادرة الفرديّة والّتي لا تبغي الشّهرة ولا الرّبح، هي رسالة طارق غصوب وفريق الغطس في نشر الإيمان المسيحيّ على طريقتهم، معزّزين من خلالها سياحة الغطس والسّياحة الدّينيّة في آن معًا، مؤكّدين مرّة جديدة على أصالة الرّوح المسيحيّة في لبنان وتأصّل القداسة فيه حتّى في قعر بحره.