دينيّة
26 كانون الثاني 2018, 08:00

بالصّلاة.. نظراتنا صحيحة!

ماريلين صليبي
"بالصّلاة يمكننا أن نرى بعضنا البعض بالمنظار الصّحيح، منظار الآب، ونعترف بأنّنا إخوة".. هو كلام نطق به الحبر الأعظم في تغريدة موجَّهة إلينا جميعًا، نحن المائلين إلى الإدانة.

 

يحدّد البابا فرنسيس بكلامه المبارك هذا تعاملنا مع الغير، إذ يرى أنّ الصّلاة تبعدنا عن النّظرات الشّاذّة التي تلحق الضّرر بنا وبالآخرين. ضّرر متمثّل بانجرافنا صوب الأحكام السّيّئة والمتسرّعة التي نصبّها على الآخرين بدون رحمة وشفقة، أحكام تقودنا إلى هاويات عميقة تبتلع قِيَمنا وتربيتا المسيحيّة وصلاحنا. فالحكم السّيّئ سهل مبادلته، في حين أنّ طريق الخير وعرة تحدّها الأشواك الموجعة، لذا يميل المرء إلى إدانة الضّالّين، فيضيع في دوّامة الإثم مرتكبًا جرائم كلاميّة حادّة بحقّ الآخرين.

البُعد إذًا عن الصّلاة يوجّهنا صوب الهلاك الأرضيّ الذي بدوره يحيلنا إلى الهلاك الأبديّ. ومن هنا، لا بدّ من أن نصقل نظرتنا إلى الآخرين بالخير والمحبّة، لنجعل منهم عائلة ثانية تحيطنا بالمبادئ والفضائل الخيّرة. نظرة إذا توّجها المرء بالصّلاة، قرّبت إليه كلّ من هو حقيقيّ صادق وبارّ، وأطاحت بآفات المجتمع المُرّة بعيدًا.

بالصّلاة إذًا ترصَّع ألسنتنا بذهب البِرّ وتشعّ وجوهنا بصورة المسيح، فنكون أبناءً لله الذي لم يفرّق بيننا، لنبني جميعًا بيتًا واحدًا نكون فيه إخوة تغمرهم المحبّة. فالنجعل كلام البابا فرنسيس منارة لعقولنا وبصيرة لأعيننا، لنختار بحكمة نظراتنا التي تثقب الآخرين ونسير في دروب الخير لإيجاد الفرح الأبديّ إلى جانب المسيح.