دينيّة
15 أيار 2019, 13:00

بالتّفاصيل... وداع أيقونة بكركي

ماريلين صليبي
في بكركي، استقبل ممثّلو الكنيسة المارونيّة على رأسهم بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الرّاعي نعش البطريرك الرّاحل مار نصرالله بطرس صفير الذي حُمِل على الأكفّ. وفي حضن هذا الصّرح، سيمكث النّعش المفتوح ٢٤ ساعة ليتمّ إلقاء النّظرة الأخيرة قبل مراسم الجنازة.

 

ولعلّ المشهد الأبرز كان بدخول البطريرك الرّاحل إلى صرحه في نعش حمل توقيع رودي رحمة الّذي ترك على مواقع التّواصل الاجتماعيّ جملة وصف فيها النّعش الّذي حضن البطريرك السّادس والسّبعين في مشواره الأخير إلى قلعة الموارنة فكتب: "لقد قيل "لا تقطفوا شجرة الزّيتون حتّى آخر حبّة بل اتركوا عليها بعض ثمارها ليأكل النّاس والطّيور والحيوانات البرّيّة"
في جوف شجرة الزّيتون أردنا وداعه إلى منتهى الدّهر. في شجرة الزّيتون رمز نهاية الطّوفان وانطلاقة الحياة بالبشر الصّالحين... وضعنا جسد السّيّد البطريرك لتملء نعمه أبناء الرّعيّة. في ليلة الوداع الأخير صنعنا نعشه نحتًا ليبقى كما في حياته راعيًا للحرّيّة. وفاء للقامة التّاريخيّة التي كانت ملجانا أيّام القمع والاعتقال. إنه البطريرك نصرالله صفير حامل مشعل الحرّيّة والمحبّة والذي "عاش لأجل لبنان ومات ليحيا لبنان". لقد انهينا نعش البطريرك صفير من خشب زيتون وادي قاديشا ومن صخور بكركي وتلوّن بالنّحاس الأصفر ذاك اللّون الفاتيكانيّ المقدّس وصبغنا اللّون قرمزيًّا لكثرة ما داس غبطته في معصرة الزّيتون فتلطّخ ثوبه باللّون الأحمر مثلما جاء في سفر أشعيا. بطريرك داس معصرة الأوجاع والتّبريك والقهر والقمع والمداوات بالحبّ والالتزام والحرّيّة. نعش من زيتون لثمار بطريرك ستزهر زيتًا في الكهنة والرّهبان والعلمانيّين. إليك يا سيّدي أهدي هذه التّحفة".

وعن الطّقوس الكنسيّة، يكرّم البطاركة الموارنة، عند وفاتهم، في جنازتهم وكأنّهم لا يزالون أحياء. أيّ من كان يحيي القداديس وبجانبه ستّ شموع على المذبح، سيسجّى وأمامه ستّ شموع أيضًا. وكما كان يرتدي أثناء الذّبيحة الإلهيّة، اللّباس نفسه سيترديه.

وفي الطّقوس أيضًا، يكون رأس البطريرك الرّاحل في النّعش باتّجاه المشاركين، وكأنّه يحتفل بالقدّاس للمرّة الأخيرة.

جنازة البطريرك الرّاحل ستكون في الباحة الخارجيّة للصّرح حيث تمّ بناء مذبح لهذه المناسبة. وفيها، يكون اللّون السّمّائيّ طاغيًا على لباس الإكليروس في رمزيّة إلى لباس المسيح في سيره درب الجلجلة.

بعدها، يحمل المطارنة النّعش ويدورون فيه ثلاث مرّات حول المذبح، ثمّ يطوف النّعش بين المصلّين وبعدها يُحنى من جهة الرّأس على المذبح، وكأنّ الرّاحل يقبّل المذبح القبلة الأخيرة.

وابتداءً من اليوم حتّى الرّابعة من عصر غد، تُقام في كلّ ساعة صلوات وقداديس في كلّ الكنائس والرّعايا رفعًا للصّلوات على راحة نفسه.

وفي ليلة الوداع الأخير، نصلّي إلى الرّبّ، ليبقى البطريرك صفير كما في حياته راعيًا للحرّيّة، فوداعًا أيقونة بكركي...