باقةُ زهر نذرُها.. تفتّحت شفاءً طيّبًا!
في الأحداث اللّبنانيّة، أصيبت ليليان بطلقات ناريّة في وركها مسبّبة خضوعها إلى جراحات لم تمنع معاناتها مع الأوجاع. المرض المتمثّل بإلتهاب وتكلّس في الورك والجسم تمسّك بأنياب شرسة في حياة ليليان. ففحوص عديدة أكّدت سوء حالتها الصّحّيّة، غير أنّ بإيمانها أصرّت على تأدية نذر تقديم باقة من الزّهر إلى ضريح مار شربل.
وفي عيد دخول المسيح إلى الهيكل، أتمّت ليليان نذرها، زوّدت عائلتها بالذّخائر والشّمع، وفي وسط زحمة المؤمنين أحسّت بنار أشعلت جسمها وما إن جلست حتّى ذهبت في غيبوبة.
هي غيبوبة أشبه بإنخطاف شاهدت ليليان فيه مار شربل يرسم صليبًا على جبينها ويقول لها: "الله يباركك يا بنتي، ما تخافي". خمسة عشر دقيقة من الانخطاف مرّت، وعند استعادة وعيها كانت عاجزة عن الكلام والحركة مكتفية بالبكاء.
نُقلت بعدها ليليان بالصّليب الأحمر إلى المستشفى حيث أُجريت الفحوص اللّازمة للتّأكّد من سبب الغيبوبة، وها هم الأطبّاء وعائلة ليليان يتفاجؤون بسلامة الفحوص كلّها. وفور خروجها من المستشفى، سارعت ليليان إلى ضريح طبيب السّماء وسجّلت الأعجوبة شاكرة إيّاه على كلّ نِعمه.
كم هي عظيمة أناملك يا قدّيس عنّايا.. بها تمحو الآثام وتلغي الأوجاع وتزيل الآهات! ليليان التي أبت إلّا أن تقدّم إليك باقة من الزّهر، زرعتَ في حياتها زهرة الأمل والرّجاء التي تفتّحت شفاء عبيره مسكر بالإيمان!