ثقافة ومجتمع
04 تموز 2016, 16:20

اهل مطالبون بحماية ابنائهم

المراهقة في زمن الانفتاح .. الحذر واجب

زوبعة نفسية، هذه المرحلة التي اطلق عليها العلماء مرحلة المراهقة، حيث يصاب الناشئون فيها بتوتر شديد،تجعل منهم أفراد لا يمكن الاعتماد عليهم ، منطويين وسلوكهم غير مدروس ويميلون إلى العدوانية التي تؤدي أحيانًا إلى الإنحراف، لا يسمعون الكلام ولا يتقبلون اي نقد او توجيه «بسهولة». وبالمقابل هناك الأهل، الذين يشكون من تقلبات مزاجية، وتهور في كثير من الاحيان، الا ان الشكوى الابرز هي في كيفية معالجة الخطأ الذي يقع فيه المراهق والمراهقة، نتيجة التعنت وعدم قبول النصح، او التفرد بالقرار والتصرف بعيدا عن الاهل. تقول والدة «عرين» الخطر الأكبر الذي اشعر به يحدق بإبنتي المراهقة هو معرفتي بأنها على علاقات متعددة ليست بمجملها سليمة والسبب «هذا الهاتف بين يديها». وتتحدث بصراحة أكبر « اعرف ان ابنتي المراهقة في مرحلة حرجة، اخاف ان اعالج الخطأ بخطأ مماثل، وبالمقابل لا اعرف مفاتيح التعامل مع ابنتي في عالم جدا مفتوح، وتكنولوجيا تمنحها كل ادوات الحرية والبعد عن الرقابة حتى ان فكرت فيها». مخاوف هذه الام واقعية ومشروعة وتعاني منها اسر عديدة، المراهق اليوم يقف وحده امام هجمة شرسة للمعرفة والتكنولوجية والانفتاح. طرق التعامل مع خطأ المراهق تقول الدكتور ناريمان عطية، دكتوراه في فلسفة أصول التربية ان الأباء والأمهات ملزمين بجملة من الامور الواجب اتباعها مع المراهق واهمها طريقة المعاملة وهذه تشمل ان تكون لغة الحوار هي الأساس في التعامل وان لا يشعر ابنائهم بالخوف والتوتر أثناء الحديث بل بالراحة والأمان ويكون ذلك من خلال توضيح فكرة أنهم يبحثون عن مصلحتهم ولا يصطادون أخطائهم انما هم مساعدين لهم ليخرجوهم ان وقعوا في خطأ ما ويرشدهم إلى التصرف السليم . وتؤكد على أهمية متابعتهم وذلك عن طريق مصاحبتهم واعتبار علاقتهم مثل الاصدقاء يتم ذكر جميع التفاصيل أول بأول وتساعد وسائل التواصل الحالية أن يكون هناك تواصل مستمر بكل الخطوات التي يقومون بها. وتشدد د. عطية على قاعدة تربوية هامة هي التربية بالحب، وتوضح انها تتحقق بأن يكون الحب أساس التعامل كما لو أنهم أطفال وواضح من خلال العبارات والسلوكيات والتقرب منهم، وتوضيح فكرة أن الخوف عليهم والتدخل في أكثر تفاصيل حياتهم هو لقوة محبتهم والخوف عليهم من الغير وليس لعدم الثقة بهم . المراهق يحتاج لتقدير الذات نعم ، تؤكد د. عطية ان مساعدة المراهقين على الاستقلال، وحثهم على وأن يحبوا أنفسهم ويثقوا بذاتهم وقدراتهم وتفعيل ذلك من خلال التفكير بكل ما يصدر منهم من أفعال وتصرفات بأنها محسوبة عليهم وتكون الفكرة عنهم وعن شخصياتهم ومقدار احترام ومحبة الناس لهم. وتؤكد على أسلوب الإقناع كأهم وسيلة لكسب الرضى والقبول مع الرضوخ التام منهم بدون ضغط أو فرض بما يخص حياتهم من قرارات وقناعات وأفكار ، الى جانب التعامل بثقة في شخصياتهم وقدراتهم وتصرفاتهم والتي تتولد من خلال التعامل بالتعزيز والتحفيز واعطاء الآمان والراحة والتعبير عن كل ما يحدث معهم بصدق في أكثر من موقف ومكافئتهم على ذلك وتدريبهم المستمر وتعزيز فكرة الاعتراف بالخطأ لانه الملجأ الوحيد لهم من الوقوع بالخطأ والإنجراف وحدوث نتائج لا يحمد عقباها. كن صديقا للمراهق وفيما يخص الحزم واللين في التعامل مع المراهق تؤكد د. عطية انه لابد و أن تكون طبيعة التعامل بطريقة حازمة في القرارات التي تؤثر عليهم وعلى نتائجهم مستقبلًا وهم لا يدركون مدى خطورتها أو أهميتها، أما بالمواقف اليومية التي تخص دراستهم واختيار حاجاتهم من ملابس وطعام وخروج من البيت ...الخ ، هذه تحتاج الى التعامل باللين والتي تكسبهم الثقة بانفسهم والقدرة على التفهم والقبول، مع ضرورة العمل على توفير احتياجاتهم قدر المستطاع، وان لم يتم توفرها شرح الظروف لهم وتوضيحها حتى لا يحدث حكم غير سليم وتتولد مشاعر الكراهية والبعد والنفور. ماذا لو ضبطت ابني ، ابنتي في تصرف خاطىء؟؟ تركز د. عطية على القدوة، تقول « كونوا أنتم القدوة والنموذج الناجح لأنكم المرآة لتصرفاتهم». ولكن السؤال الاهم لدى الاهل هو كيفية التعامل عند ضبط المراهق او المراهقة في تصرف خاطىء؟ تركز عطية على ان موقف مع الوالدين مع ابنتهم او ابنهم في موقف مشابه ، مثل مكالمة هاتفية مع شاب، أو الخروج مع أحدهم، أو التحدث عبر وسائل الاتصال الحديثة كتابة أو فيديو ،حضور فيديو غير أخلاقي، ...الخ، لابد ان تكون ردة فعلهم على الأغلب هي الضرب والحرمان بأنواعه كالحرمان من الدراسة أو الخروج أو جهاز أو اللجوء إلى الزواج المبكر والذي له عواقب كثيرة خوفًا من الفضائح «في حالة الفتيات» والخروج عن السيطرة. وتوصي بعدم اللجوء الى أي نوع من أنواع العقاب الجسدي» الضرب» واللفظي الصراخ والكلام الجارح إطلاقًا خوفًا من النتائج مثل الهرب، المرض الجسدي والنفسي، ارتكاب أفعال مؤذية لأجسادهم. وتؤكد على ضرورة ضبط النفس: ترك الموضوع وعدم الحديث فيه بنفس اللحظة والهدف أن لحظتها تكون حالة الغضب متقدمة والعقل يقف عن التفكير وتقدير الأمور ويمكن أن يؤدي إلى الإذاء الجسدي والتسبب باعاقة دائمة. الهدنه، بمعنى عدم اتخاذ أي قرار بالعقاب وتحديد طبيعة المعاملة الا بعد عمل ما يسمى «دراسة حالة» اي كل ما يحيط بها من أمور وأسباب ساعدت إلى الوصول إلى عمل مثل هذا الموقف الذي حدث والاستشاره من أصحاب الاختصاص.