اليوم، أصلّي معكِ، يا من علّمتني الصّلاة!
أنتِ الّتي منذ أن تكونّتُ في أحشائكِ تركتِ كلّ شيء لتحمليني بحبّ وتتحمّلي من أجلي مخاضًا هو بالتّأكيد الأقسى، ومع ذلك صبرتِ ومنحتني نعمة الحياة بـ"نَعَم" مقدّسة.
أنتِ الّتي منذ اليوم الأوّل، فرحت بي عيناكِ ورقص قلبكِ عندما ضمّني إلى صدركِ فغفوتُ على سمفونيّة ما سمعت أذناي أجمل منها.
أنتِ الّتي رأيتِ فيّ كلّ أحلامكِ، وبتُّ "شغلك الشّاغل": تستيقظين قبل الكلّ وتنامين بعد أن يسكت همسي وترقد شقاوتي فيستكين قلبك الفرح براحتي.
أنتِ الّتي جُبلت يداك بعطاءات مجّانيّة، واجتزتِ كلّ المصاعب بإيمان كبير ما أخفيتِه يومًا عنّي، إيمان عزّزه تمسّكك بمسبحة الورديّة الأحبّ إلى قلبك وبحبّاتها الّتي تلوتها الواحدة تلو الأخرى ولا تزالين على نيّة أن أنال رضى الله.
أنتِ الّتي لطالما رأيتني أجمل أطفال العالم، اليوم أقول لكِ يا أجمل نساء الأرض: أحبّكِ!
اليوم، في عيدكِ، أعتذر منكِ عن كلّ أخطائي وهفواتي. أعتذر عن كلّ يوم مرّ من دون أن أطلب رضاكِ.
يا أيقونتي المقدّسة، منّي لكِ في عيدك قبلة شكر لامتناهٍ وباقة حبٍّ وتقدير واحترام لا تذبل.
اليوم، أطلب من أمّنا مريم أن تثبّتكِ في رسالتكِ المقدّسة وتقود خطاي على دربكِ فأتمثّل بكِ اليوم وكلّ يوم.
أسأل الله أن يطيل عمركِ ويزيدكِ عطرًا يفوح في كلّ الفصول.
اليوم، أصلّي معكِ، يا من علّمتني الصّلاة، على نيّة كلّ أمّ انتقلت إلى رحمة الآب لتكون من سمائها نورًا يشعّ في قلوب أبنائها وبناتها، وشفيعة لهم في كلّ حين.
اليوم، مع كلّ الأبناء، أحيّي كلّ أمّ ضحّت وسهرت وشقت وأحبّت من دون أيّ قيد أو شرط، وكانت السّند لزوجها في السّرّاء والضّرّاء، واليد الّتي أسكنت كلّ العواصف واختصرت كلّ الدّنيا لأنّها.. "أمّ"!