ثقافة ومجتمع
23 حزيران 2016, 07:17

الى "بطلة خارقة"...

ميريام الزيناتي
منذ أيام احتفل العالم بعيد الأب، سند العائلة، البطل الذي يمدّ أطفاله وامرأته بالقوّة ويمنحهم الأمان. وبينما نحن نحتفل بهذا العيد، نسينا أمّهات سَرق القدر منهنّ "رجل المنزل" ليضعهنّ أمام أصعب التحديات: لعب دور الأم والأب في آن واحد.

في اليوم العالمي للأرامل لا بدّ من أن ننحني إجلالاً أمام كل والدة سُرق منها حبيبها وبقيت صامدة بوجه الصّعاب كلّها إكراماً لأولادها؛ سهرت وشقت كي لا يُحرم صغارها من سند "الأب"، فكانت هي حنان المرأة وصلابة الرّجل في حياتهم.

في هذا اليوم نتأمّل في عيون تلك المرأة التي أرهقها ثقل الذكريات، عيون دبُلت من كثرة ذرف الدّموع وبقيت مبتسمة، مشرقة أملاً وصبراً ورجاءً.

تلك المرأة فقدت الحبيب والرّفيق، خسرت نصفها الآخر، وتوأم روحها.. شريك حياتها. امرأة باتت "عروس" ذكريات ترافقها في خطواتها كلّها، ذكريات تدفئ جليد الوسادة المبلّلة بالدموع، ذكريات حبيب رحل ولم يرحل قطّ...

كم هي جميلة تلك المرأة بقوّتها وعزمها وكم هو رائع هذا الكبرياء في عينيها، امرأة استمدّت من الضّعف قوّة لتصبح مثالاً للصّمود والشّجاعة.

في هذا اليوم نتذكّر مريم التي خسرت يوسف وأكملت المسيرة بصلاة ورجاء وقداسة، فلنصلّي للعذراء كي تمدّ كلّ من فقدت بطلها قوّة لتصبح هي "البطلة خارقة"...