ثقافة ومجتمع
11 تموز 2016, 09:16

الوداعُ للإعلام.. في وداع إيلي صليبي

ماريلين صليبي
" الوداعُ.. لإعلامٍ بات اليوم مسرحًا".. هكذا أسِف من كان قيمةً إعلاميّة مميّزة على إعلام عصرِ الانحطاط والابتذال.


هكذا وَصَفَ الإعلامَ من كان شغوفًا بهذه المهنة، واسعًا في ثقافتها، عليمًا في أفقها.
هكذا ودّع الصّحافة من كان سيّدًا واثقًا على منبرها منذ ربيع عمره، لنودّعه بدورنا اليوم بكلماتٍ، ولو كثرت، تبقى شحيحة بحقّه، وداعًا إذًا.. إيلي صليبي.
الوداعُ.. لمن آمنَ أنّ الإعلاميّ رسول الحقيقة والشّفافيّة، إذ لا يزاول عملًا بسيطًا كغيره من الوظائف الجامدة، بل يحيك بخيطان الاستقصاء منديلًا ثمينًا يخطّ عليه رسالة صادقة واضحة ينقل من خلالها الأخبار بمكمنها الدّقيق.
الوداعُ.. لمن بصوته الجهوريّ أدخل بأصالة فريدة لغة عربيّة صحيحة على مسامع مستمعين ومشاهدين جلّهم بالاحترام إذ قدّم إليهم برامج حواريّة سياسيّة وفكريّة تشعّ علمًا وثقافةً وأمانةً.
الوداعُ.. لمن رأى في ميدان العمل وفي الخبرة المهنيّة وفي أرض الوقائع والأحداث مقاعد دراسة تثبّث الإعلاميّ ملكًا في قصور المهارة والكفاءة والتّألّق بعيدًا عن النّظريّات الجامعيّة المتجمّدة في ثلّاجات الرّتابة والخمول.
منتجٌ هو، رَسَمَ بريشة ذهبيّة أيقونةً مُبهرة: شاشة إعلاميّة تبثّ ألوان الحزم والحقّ.
كاتبٌ هو، حفر بقلم الإبداع والثّقافة منحوتة تُسكر العقول: كتابات تطير كلماتها في أديم العلم والخيال.
إعلاميٌّ هو، بنى بحجارةٍ ثابتة أساس مدرسة رصينة: إعلامٌ عميق المضامين سخيّ المواضيع.
في الوداعُ الحزين لإيلي صليبي.. الوداعُ القديم-الحديث للإعلام إذًا...