المواقف في لبنان توقف السّياحة والإقتصاد
بعد هذين البيانَينِ المهمَّينِ إن على الصّعيد الإقتصاديّ أو على الصّعيد السّياحيّ، عديدةٌ هي الإشكالات التي قد يطرحها المواطن اللّبنانيّ، تساؤلات حول الطّريقة التي يُستقبَل فيها السّيّاح في مطار عاصمة بلدنا لبنان، وحول رسوم المواقف في كلّ المناطق اللّبنانيّة.
لنتصوّر المشهد معًا.. حطّت الطّائرة في مطار بيروت، صفّق الرّكّاب لوصولهم بسلامة، وطأت أقدامهم الأراضي اللّبنانيّة، ساروا نحو المدخل الرّئيسيّ بخطًى يغلّفها الشّوق، وها هم يلاقون بدل الأراضي المفروشة خضارًا محيِيًا، مساحات واسعة مكدّسة بالسّيّارات المتلاصقة، لتتجلّى في أذهانهم صورة مرآب كبير، صورة ستلعب دور الانطباع الأوّل عن "لبنان الأخضر" الذي كثيرًا ما سمع عنه السّيّاح وأرادوا رؤيته.
للسّيّاح المسافرين جوًّا لقاءٌ مع المواقف والسّيّارات، أمّا الذين فضّلوا زيارة لبنان من بوّابته البحريّة، فصدمة المرافئ توازي تلك في المطار، فهدوء البحر وخرير المياه وسيمفونيّة الأمواج يخترقها عند الوصول ضجيج الأشغال العامّة والأعمال التّرميميّة عند المرفأ.
مشكلة المواقف في المطار التي يواجهها سيّاح بلدنا ليست الوحيدة التي تستقبل هؤلاء، إذ ترافقها مشكلة سيّارات الأجرة ومشكلة خدمة ركن السّيّارات بواسطة سائق، كلّها مشاكل لا تقتصر على المطار وحسب، بل تشكّل مواضيع نقاش في كلّ المناطق اللّبنانيّة.
فالمواقف في معظم المناطق تستوجب دفع أموال كبيرة نوعًا ما، هذا فضلًا عن المواقف المخصّصة للمستشفيات مثلًا، فساعات زيارة المرضى يقابلها بدل ثمين لا بدّ من التّوقّف عنده.
وإن قرّر المواطن اللّبنانيّ طلب سيّارة أجرة من مكتب معيّن ليتجنّب مشكلة المواقف، قد ينتظر هذه لساعات طويلة ويتأخّر عن موعده.
ناهيك عن قضيّة خدمة ركن السّيّارات بواسطة سائق وما تخبّئ من تجارب سابقة سُرقَت فيها السّيّارات أو فُقدت محتوياتها أو خضعت لحوادث.
في الختام، حدّث ولا حرج عن مشاكل لبنان، أزمات تجعل من بلد الخضار والسّياحة بئر مشاكل عميقًا يشحّ من مياه الأمل والحياة والتّقدّم...