ثقافة ومجتمع
25 أيار 2016, 12:43

المنفذ الأخير...

ميريام الزيناتي
​الحقائب وُضّبت، الأنوار أُطفئت وأُقفل باب المنزل مودّعاً سكّاناً اختاروا مغادرة وطنهم الأم الذي فشل في تأمين الظّروف المعيشية اللازمة لبقائهم.

ظروف عدّة تدفع المواطنين اللبنانيين الى التخلي عن موطنهم وعائلاتهم وأصدقائهم، واللجوء الى بلاد الغربة.

وبين غياب فرص العمل وغلاء المعيشة يكاد الوضع الإقتصاديّ في لبنان أن يصبح كارثياً، الأمر الذي يضع اللبنانيين أمام تحدّيات عدّة أبرزها تحدّي البقاء في ظلّ ظروف ماديّة سيّئة.

تراكم العوامل التي تدفع اللبنانيين الى اختيار الغربة تتحمّل مسؤوليتها دولة لم تقم بالمشاريع اللازمة لازدهار البلاد، دولة لم تخلق فرص عملٍ تليق بشبابها.

هذه الدولة التي تناست واجباتها مدعوة اليوم إلى خلق المشاريع البيئية والسياحية والإجتماعية لاستقطاب العدد الأكبر من المهاجرين، هي اليوم مدعوة إلى تأهيل البلاد لتستقبل أجيالاً وُلدت في بلاد الغربة فمُنعت من التعرّف الى تراب موطن تاق الى ملاقاتهم.

لبنان مشتاق الى أبنائه، أبناء غادروه بحثاً عن ملاذ ينشلهم من مسلسل المعاناة التي فرضته عليهم الظّروف الإقتصادية من جهة والظّروف الأمنية من جهة أخرى؛ الأنظار اليوم متجّهة نحو البلديات الجديدة فالكل متعطّش للإنماء فعسى أن يتحقق هذا الحلم لكي تكفّ مطاراتنا عن توديع أبناء بلادنا...