المغتربون ينقلون لبنان إلى الخارج
ولأنّ المغتربين عاجزون عن ملاقاة بلدهم والعودة إليه، فإنّ الحاجة دفعت بهم إلى إحضاره إليهم، وذلك من خلال تفاصيل حياتيّة بسيطة أو مشاريع شخصيّة كبيرة تحيي ذكرياتهم.
فـ"المنقوشة" الأصيلة إبنة أفران الضّيع اللّبنانيّة مثلًا باتت ملكة على عرش ولاية نيويورك الأميركيّة.
فإنّ صحيفة "فورتشن" الأميركيّة ذكرت أنّ شابًّا لبنانيًّا يُدعى زياد هيرمز فتح محلًّا لبيع "المناقيش" منذ بضعة أشهر وسط مدينة نيويورك، محلّ سُمّي بـ"منقوشة نيويورك" ازدهر كثيرًا حديثًا مستقطبًا قاعدة شعبيّة متنوّعة.
وفي التّفاصيل، فإنّ المنقوشة الواحدة تُباع بسعر يتراوح بين 5 و8 دولارات علمًا أنّ 200 منقوشة تُباع وسطيًّا كلّ يوم.
زياد ليس الوحيد الذي نقل وجهًا من الوجوه اللّبنانيّة إلى بلد الاغتراب، فكثر هم من حوّلوا شوارع خارجية إلى أحياء مصبوغة بالنّكهة اللّبنانيّة.
هذا الإقبال الكبير الذي اجتذبته المنقوشة اللّبنانيّة إلى جانب مأكولات أخرى يُفرح قلبنا كلبنانيّين حتمًا، فجميلٌ هو التماسنا محبّة المغتربين لأرضهم وعدم نسيان ميزاتها، وجميلٌ أيضًا هو معرفتنا أنّ بعض التّفاصيل اللّبنانيّة المنسيّة في لبنان شكّلت رواجًا في بلدان الخارج، بلدان مهمّة وعظيمة تكنولوجيًّا وعسكريًّا وسياسيًّا.
الانتماء إلى بلد الأمّ صعب نسيانه، فلنأمل بأن يعمّ السّلام في لبنان ليعود المغتربون إليه بعد سنوات حنين طويلة.