ثقافة ومجتمع
16 كانون الثاني 2020, 07:30

المرأة في مركز القرار داخل الفاتيكان... قرار جريء للبابا فرنسيس!

ريتا كرم
إستيقظ العالم اليوم على قرار جريء للبابا فرنسيس عيّن بموجبه، أمس الأربعاء، أوّل امرأة في منصب رفيع بوزارة الخارجيّة، وهي الوزارة الّتي يُهيمن عليها الرّجال وتتولى الشّؤون الدّبلوماسيّة والإداريّة بالفاتيكان.

وفي التّفاصيل، ستتولّى الإيطاليّة فرانشيسكا دي جيوفاني (66 عامًا) منصبًا جديدًا بالإدارة في قسم يعرف باسم العلاقات مع الدّول، حيث ستعيّن بدرجة نائب وزير لتُصبح فعليًّا واحدة من نائبين لوزير الخارجية.

هذا القرار جريء نعم وإنّما ليس بغريب عن بابا المفاجآت الّذي لا ينفكّ يقدّم للعالم أمثولات في القيادة والرّعاية البعيدة عن الأنانيّة والذّكوريّة. 

ويحلّ هذا التّعيين، الّذي شكّل مفاجأة بالنّسبة لجيوفاني نفسها، بعد أن أكّد البابا في خطابه في اليوم العالميّ للسّلام وعيد القدّيسة مريم أمّ الله، مع بداية العام الجديد، أنّ "المرأة هي مانحة السّلام وتتوسّط له ويجب أن نشركها شراكة كاملة بعمليّات صنع القرار. لأنّه عندما تتمكّن النّساء من نقل مواهبهنّ، يصير العالم أكثر اتّحادًا وأكثر سلميّة. لذلك، فكلّ إنجاز للمرأة هو إنجاز للبشريّة جمعاء".

هنّ إذًا برأيه "وسيطات سلام"، ويمتلكن القدرة على جعل العالم أفضل، فـ"يكون بيت سلام وليس ساحة حرب"، شرط أن يتمّ الاعتناء بكرامتهنّ.

كيف لا "ونهضة البشريّة بدأت من المرأة"؟ كيف لا "والخلاص جاء للإنسانيّة من المرأة"؟، فهي وكما يقول البابا أيضًا "مصدر حياة"، وأكثر إنّها "تأخذ الحياة على محمل الجدّ. فالمرأة تظهر أنّ معنى الحياة ليس في مواصلة إنتاج الأشياء، بل أخذ الأمور على محمل الجدّ"، موضحًا أنّ السّرّ يكمن في رؤيتها الله في كلّ شيء.

إنّها هذه القناعة الّتي ربّما جعلت البابا يخطو هذه الخطوة السّبّاقة في تاريخ الفاتيكان، والّتي جعلت المرأة تتحرّر من القيود الّتي فُرضت عليها لعقود داخل أسوار الأعمال الإداريّة وحسب، وتفرد جناحيها مع جيوفاني في مجالات التّعاون المتعدّد بين الكرسيّ الرّسوليّ- الفاتيكان والمنظّمات الدّوليّة. 

ومع تعيينها، ستعمل جيوفاني جنبًا إلى جنب مع المونسيور مروسلاف فاكوفسكي البولونيّ الأصل الّذي يواصل العمل، منذ تسميته في الخريف الماضي، في مجال العلاقات الدّبلوماسيّة بين الكرسيّ الرّسوليّ والدّول بشكل أساسيّ، ويصبح بذلك لقسم العلاقات مع الدّول مساعدين اثنين، وفق ما أفادت "فاتيكان نيوز".

يُذكر أنّ فرانشيسكا دي جيوفاني وُلدت في باليرمو- إيطاليا عام 1953، خدمت في الأمانة العامّة الفاتيكانيّة مدّة 27 عامًا. وهي حائزة على درجة علميّة في القانون. وبعد الانتهاء من تدريبها العمليّ ككاتبة عدل، عملت كإداريّة وقانونيّة في حركة الفوكولاري. وعام 1993، انتقلت للعمل في قسم العلاقات مع الدّول متناولة مجالات متعدّدة الأطراف، كقضايا المهاجرين واللّاجئين، والقانون الإنسانيّ الدّوليّ، والاتّصالات، والقانون الدّوليّ الخاصّ، ووضع المرأة، والملكيّة الفكريّة، والسّياحة.