دينيّة
02 كانون الأول 2020, 14:00

المحطّة الأولى… الجرأة!

ماريلين صليبي
قطار التّحضير للميلاد انطلق وفي المحطّة الأولى نتوقّف مع الجرأة، صفة لا بدّ للمؤمنين من أن يتّحدوا بها من أجل أن يحلّ الميلاد هذا العام بإيمان كبير.

البِرّ والصّلاح عنوانا المرحلة المقبلة، مرحلة العيد والبهجة والتّجدّد، مرحلة الولادة الجديدة مع المسيح، وللسّير على هذا الدّرب المضيء بالأمل والرّجاء، ها هي الجرأة واحدة من التّعاليم الأساسيّة.

الجرأة تعني القوّة، الإرادة، الحكمة، العزيمة، الرّغبة بأن نكون أفضل مع المسيح. الجرأة تعني عدم الخوف من الخطيئة، عدم الانجرار خلف العزلة، فمن دون هذه الفضيلة لا يمكننا البدء بأيّ ‏إصلاح، لأنّها تبعدنا عن التّقوقع وتدخلنا في فلك حياة جديدة، وهذا هو معنى الميلاد‏. تجعلنا الجرأة نولد في عالم جديد مع الله، عالم نكون فيه على صورة الله ومثاله، عالم نقتدي فيه بالمسيح‏ ونقوم بأعمال الخير.

فضيلة الجرأة تجعلنا نثور على أنفسنا، على ماضينا، على آثامنا، على أيّامنا العاديّة، فلا يمكننا نحن المسيحيّين أن نكون عاديّين، بل يجب أن نضع مشروعًا صالحًا وأن نسير قدمًا نحو الإصلاح.

‏وفي ظلّ هذه الظّروف التي يمرّ بها لبنان والعالم، الدّعوة إلينا اليوم هي أن نتحلّى بالجرأة لعيش الميلاد بفرح على الرّغم من كلّ شيء. الدّعوة هي ألّا نكون أناس عاديّين، بل أن نسكب الرّجاء رغم اليأس والفرح رغم الأحزان، فيكون الميلاد هذا العام مليئًا بالجرأة ولا يشبه أيّ ميلاد.