الله حاضر دائمًا... أين وكيف؟
الطّبيعة حالة من الحالات التي تؤكّد للمؤمنين وجود الله الدّائم، فمن منّا لم يسبّح الخالق يومًا لانبهاره بجمال الطّبيعة وكيفيّة استمراريّة الحياة النّباتيّة والحيوانيّة، وكأنّ الطّبيعة لوحة فنّيّة يفجّر فيها الله قداسته وعظمته في كلّ حين.
إذًا واحدة من أكثر الاختبارات وضوحًا لوجود الله هي الطّبيعة، أيّ البحر، الجبال، الهواء، الثّلج الأبيض، المطر، الحرارة، الأزهار، زقزقة العصافير، تساقط أوراق الشّجر، نضوج الثّمر، وغيرها...
وجود الله الحاضر الأزليّ والأبديّ يظهر جليًّا في التّجارب والمحن، هو إلى جانبنا باستمرار لانتشالنا من هوّة الصّعاب التي تعترض طرقاتنا والتي قد تقودنا إلى حيث الخطيئة. بل ها هو المسيح هنا، ينير أفكارنا ويقود أقوالنا ويتجلّى أمامنا بإشارات وتلاميح ورسائل روحيّة لا بدّ من أن نفكّك معانيها لنسير في درب الخلاص.
الرّبّ حاضر معنا على الدّوام وهو إلى جانبنا باستمرار وهذا ما يتجلّى في علاقاتنا بأقاربنا وأهلنا وأصدقائنا وأبناء رعيّتنا وكنيستنا. الأحبّاء الذين يحيطون بنا هم علامة فارقة في حياتنا وهم مرآة شفّافة تعكس حضور الله في كلّ تفاصيل أيّامنا وأحداثنا.
لا ينفكّ المسيح إذًا يظهر إلى متضرّعيه بشكل دائم مطمئنًا إيّاهم بحضوره بينهم، وذلك ليس فقط من خلال ضجيج هذا العالم المحيي إنّما قد يكون الصّمت هو الدّليل القاطع لوجود الرّبّ.
الصّمت كنز ثمين فيه يعلو صوت الرّبّ وتتألّق تعاليمه، فيه استراحة من كلّ انشغالات الدّنيا وتركيز لما يريده الله منّا نحن المؤمنين، فيه لقاء واتّحاد مع المسيح ومواهبه، فهل من يسمع؟