دينيّة
16 أيار 2024, 09:00

اللّطف من صفات المؤمن الحقيقيّ

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الخوري روجيه كرم

 

يقول بولس الرسول في (روما ٢: ٤) "أما تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالمٍ أنّ لطف الله إنّما يقتادك إلى التوبة؟"  

اللطف هو من صفات الله في تعاطيه مع البشر، وهو أيضًا من صفات المؤمن الحقيقيّ.  

 

قد نطرح سؤالَ كيف نسلك باللطف في حياتنا؟  

أخي الحبيب، إنّ الإنسان اللطيف هو الهادئ، وهو لا يتعامل بالعنف والغضب.  

بما أنّ اللطف هو من ثمار الروح القدس، لذلك فالإنسان اللطيف روحيّ ويحيا في المحبّة ومخافة الله.  

الإنسان اللطيف لا يجرح شعور الآخرين ولا يوبّخ بكلام قاس، بل بالعكس يكسب حبّ الآخرين برقّة أخلاقه.  

المسيح هو المثال والقدوة كما نقرأ في كتاب النبيّ آشعيا ٤٢: ٣:" لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحدٌ في الشوارع صوتَه. قصبة مرضوضة لا يكسر وفتيل مدخّن لا يطفئ."  

كما يتّصف الرجل اللطيف بالرحمة والحنان، وهو إنْ صادف ضعيفًا، لا يحتقره بل يكتشف النقاط الإيجابيّة، فيمدحها ولا يركّز على الأمور السلبيّة.  

كما يقول بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي، فصل 5، آية 14: "شجّعوا صغار النفوس، اسندوا الضعفاء، تأنّوا على الجميع."  

الإنسان اللطيف هو جاذب النفوس إلى الربّ والإنسان الغضوب رسولٌ بائس.  

الإنسان اللطيف والذي يصغي باهتمام لاحتياجات الآخرين يعاملهم باحترام ويقدّم لهم يد العون ويتعاطف مع الآخرين ويستقبلهم ببشاشة.  

إنّه بصفاته يتشبّه بآبائنا القدّيسين ويتشبّه بالربّ يسوع.  

أخي المحبوب من الله، جاهد باستمرار من أجل استقبال الروح القدس، فتحيا ثمارَه وتنمو باستمرار من حياة الى حياة، وبفضل الولادة الجديدة تتحلّى بصفات الله.  

ليكن لك الطموح في ترداد كلمة بولس الرسول: "كونوا متشبّهين بي كما أنا بالمسيح"، وأيضا بكلام الربّ "كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماويّ كامل."  

بارككم الله ومنحكم قوّة من العلاء لكي تحقّقوا رغباته في حياة بنويّة له، وتسعوا لتمجيد اسمه القدّوس. آمين.