الكنيسة تواجه الإعدام، فمن يغلب؟
تكساس هي إحدى ولايات أميركا الّتي نُفّذ فيها أكبر عدد أحكام إعدام؛ فمنذ عام 1976، 538 محكومًا نال نصيبه من هذا الحكم، وتأتي من بعدها أوكلاهوما الّتي نفّذت 112 حكمًا منذ العام نفسه، وفق مركز معلومات عقوبات الإعدام.
هذه الحالة تقودنا إلى التّفكير العميق بهذا الحكم الّذي ربّما في الظّاهر يبدو ضروريًّا وإنّما بعيدًا كلّ البعد عن الأخلاقيّات، فهو انتهاك للحقّ بالحياة ولكرامة الإنسان. فهل يجوز أن نبادل الجرم بجرم أقبح؟ فمن نحن كي نضع حدًّا لحياة إنسان مهما كان ذنبه شنيعًا؟ أوَ لم يغفر الرّبّ نفسه للّصّ على الصّليب بالرّغم من فظاعة أعماله؟
فالفرصة الثّانية هي من حقّ كلّ امرء، لأنّ أبواب التّوبة مشرّعة لأكبر الخطأة فلا يجوز صدّهم أو رفضهم، بخاصّة وأنّ الكنيسة لا تترك أبناءها القابعين وراء القضبان والمعزولين عن العالم بين جدران السّجن، بل هي بجانبهم ترشدهم وتبشرّهم وتدعوهم إلى التّوبة؛ فالله خلق الإنسان، كلّ إنسان، على صورته ومثاله وفيه قبسٌ من روحه، وما من أحد يمتلك الحقّ بأن ينزعه منه لأيّ سبب من الأسباب.
إذًا، اليوم، مطلوب مبادرة شجاعة يقوم بها القادة في العالم لإلغاء عقوبة الإعدام في البلدان الّتي لا تزال تطبّقها، إنطلاقًا من وصيّة الله "لا تقتل"، وإيمانًا بأنّه لا عدالة من دون حياة ولا عقاب من دون أمل ورجاء.