ثقافة ومجتمع
13 تشرين الأول 2013, 21:00

الفنان وديع الصافي يودع سماء لبنان الصافية

(تيلي لوميار) ها هو وديع القلب يودّع قطعة سمائه الصافية ليسافر مع الطيور تاركاً خلفه إرثاً موسيقياً يمنحه لقب الأسطورة التي تخطّت بصوتها كلّ الأزمنة والأمكنة. و ها هو صاحب الحنجرة الذهبية وصوت الجبل يُسمع صدى أغانيه على الإذاعات, لا بسبب تكريمه, وإنّما لأنّ ملائكة السماء صمتت أمام عظمة صوته. فنم قرير العينين وكن على يقين أننا سنكون رسلاً لفنّك, ناشرين صفاء صوتك دائماً وأبداً.
إنه وديع الصافي,  المطرب والملحّن اللبناني , ودّعنا في 11 تشرين الأول 2013,  بعد أن عاش حياةً متواضعة القلب وغنيّةً بالإنسانية .
 
ولد في قرية نيحا الشوف, في الأول من تشرين الثاني عام 1921, وعاش طفولةً يغلب عليها الفقر والحرمان. وفي عام 1930, نزحت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية, فكان الماروني الوحيد في جوقتها والمنشد الأوّل فيها. وبعدها بثلاث سنوات, إضطر للتوقّف عن الدراسة, لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة,  ولكي يساعد والده في إعالة العائلة من جهةٍ أخرى.كانت انطلاقته الفنية سنة 1938,  حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء وعزفًا, من بين أربعين متباريًا,  في مسابقة للإذاعة اللبنانية, بأغنية "يا مرسل النغم الحنون".
 
أمّا نقطة التحول في حياته الفنية فكانت مع أغنية "عاللّوما". ويذكر أنّ الصافي كان أول مطرب عربي يغني باللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال ال«عتابا» الذي أظهر قدراته الفنية وتربّع من خلالها على عرش الغناء العربي وأحيا حفلات في شتّى البلدان العربية والأجنبية.
 
ومع بداية الحرب الأهليه, سنة 1976غادر لبنان إلى مصر , ومن ثمّ إلى بريطانيا, ليستقرّ بعدها في باريس, وكان سفره اعتراضًا على الحرب , مدافعًا بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة .
 
في عام 1990,  خضع الصافي لعملية القلب المفتوح,  ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء. وقيل إنّه مبتكر “المدرسة الصافية” في الأغنية الشرقية
 
تم تكريمه في أكثرَ من دولةٍ. سنة 1989,أقيم له حفلُ تكريم في المعهد العربي في باريس بمناسبة اليوبيل الذهبي لانطلاقته وعطاءاته الفنية, وعام1991 منحته جامعة الروح القدس دكتوراه فخرية في الموسيقى,  كذلك منحه الرئيس اللبناني اميل لحود وسام الأرز برتبة فارس.
 
يحمل الصافي ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية, إلى جانب جنسيته اللبنانية, الاّ أنه يفتخر بلبنانيته, وكان يردد أن الأيام علمته بأن ما أعز من الولد الا البلد.
 
ومن وسط عاصمة هذا البلد,  ستقام مراسم الجنازة عند الثالثة من بعد ظهر الإثنين , في كاتدرائية مار جرجس . على ان يتم تقبل التعازي في اليوم ذاته قبل الدفن وبعده في صالون الكاتدرائية, ويومي الثلثاء والاربعاء من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وحتى السابعة مساء.