دينيّة
18 أيار 2024, 07:00

العنصرة: روح يحيي وينير

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الخوري جوزف سلوم

 

فيضُ حبّ الآب والابن هو المُعطى لنا، هو الروح القدس، ينبوع التناغم الذي لا ينضب، والمالئ الكلّ، هو الذي يعلّمنا الأشياء كلّها ومجمل ما قاله يسوع، وهو يشير لنا إلى مسارات جديدة لحياتنا ويشعل محبّة الله في قلوبنا ويحييها فيها، كما هو روح الشفاء والتعزيات وهو معلّم الكنيسة الخروجَ والانطلاقَ على دروب الشهادة والفقر والرسالة.

قد نختبر الروح القدس خالقًا "ترسل روحك فيُخلقون" منذ البدء يعمل ويجعل كلّ ما هو مخلوق يعبر من الفوضى إلى النظام، ومن التشتّت إلى التلاحم ومن التخبّط إلى الانسجام ومن اللامبالاة إلى الالتزام، يواكب مسيرة الأجيال والتاريخ ويجدّد وجه الأرض.

قد نختبر الروح القدس معطي المواهب والنعم، ومانح القوّة من العلى، والعامل في الكنيسة جاعلًا أبناءها يتكلّمون بلغات مختلفة، وإيّاها تُبحر في التاريخ بشراكة ومعيّة مع أعضائها جميعهم، ويولّد الرجاء الصالح ويجعلنا متّحدين بالله وبالجماعة، ويصلّي فيها بأنّات لا توصف.

وقد نختبر الروح القدس الذي يخلق في التلاميذ قلبًا جديدًا ليصبحوا حرّاس الحقيقة ويصنع منّا شعبًا جديدًا، وهو المعلّم الذي يلقّننا الحبّ كما أحبّنا هو والمغفرة كما هو غفر لنا، يعلّمنا أن نصلح ذواتنا، فيُطلق فينا ديناميّة فريدة مذهلة، ويجعلنا نحدّث الناس بعجائب الله، هو المحرّك والمرشد لخياراتنا كلّها، يقودنا إلى آفاق جديدة وإلى الحرّيّة وإلى الفرح لنخرج بشجاعة ونبشّر بالإنجيل، ونخرج للرسالة نحو ضواحي الوجود.

ولغايات رسوليّة، ولدت تيلي لوميار ونورسات من أجل الكرازة الجديدة بالإنجيل، تنقل البشرى في التلاقي والحوار وتشهد للحقيقة، وتبني الإيمان. إنّها تجسّد رسالة الكنيسة النبويّة، تتكلّم بوضوح لغة إنسان اليوم في حداثته على أساس ثوابت لاهوتيّة وأخلاقيّة بفعلٍ إبداعيّ. بقوّة الروح القدس اجتازت تيلي لوميار الدروب الرقميّة إلى قلوب الناس جاهدةً لتساهم في بناء حضارة المحبّة، عاملة لإزالة ظلال عالم منغلق ومنقسم ومريض ولا مبال."