ثقافة ومجتمع
28 تموز 2016, 11:00

العطاء هو هو.. في كلّ الأزمنة

ماريلين صليبي
حدث في مثل هذا اليوم من العام 1792 ظهور أوّل سيّارة إسعاف وهي عبارة عن عربة تُجرّ باليد مجَهّزة لإعطاء الإسعافات الأوّليّة.

 

هي واحدة من الأحداث التّاريخيّة التي يُعَدّ جميلٌ استذكارُها، تُعيد إلى مخيّلتنا بدائيّة الأمور وبساطتها والجهود الجبّارة التي قام بها الأسلاف لابتكار الأشياء، لتمرّ بنا في المقابل عظمة الأفعال الخيّرة كالتّطوّع مثلًا الذي يقوم به رجال الإسعاف في العالم، تطوّعٌ هو نفسه في كلّ الأزمنة والأمكنة مهما تطوّرت أساليبه وتبدّلت أدواته عبر العصور.

العقل إذًا في تقدّم وتفتّح دائمينِ، لا ينفكّ يخترع الأشياء لتسهيل حياة البشر وتطويرها، ولا يترك ابتكاراته بدون لمسات استحداث مستمرّة، خصوصًا أنّ العالم اليوم في عجلة صوب التّكنولوجيا والمَكنَنة.

في حين أنّ القلب يبقى في ركود مُحْيٍ في كلّ الحقبات التّاريخيّة، مشاعره نفسها واختلاجات النّفس عينها والأحاسيس الخيّرة الاندفاعيّة لا يخترقها زمن ولا يغيّرها مكان ولا يشوّهها تطوّر.

بين عربة تُجَرّ باليد وسيّارة حديثة سريعة تُطلق صفّارات الإنذار، تبقى الخدمة والتّطوّع والإسعاف يدًا تنذر بنخوة شبّان وشابّات يتهافتون للمساعدة والنّجدة.

وبين بدائيّة سيّارة الإسعاف في القرون الماضية وتطوّرها الحديث الآن، يبقى العطاء السّخيّ بداية الخدمة التّطوّعيّة ونهايتها الأكيدة، ليسير عالمنا بهذا الاندفاع الدّائم إلى مستقبل مشرق بعيد عن البغض واليأس.