ثقافة ومجتمع
20 آذار 2019, 14:00

الطّفل ما عاد طفلًا؟

ماريلين صليبي
إنّه عيد الطّفل، مناسبة للتّأمّل في عيون الصّغار، للإصغاء إلى كلامهم، لمشاهدة تصرّفاتهم، لانتشالهم متى سقطوا أرضًا وانهالوا بالبكاء، لإعادة النّظر في تربيتهم، خصوصًا في هذا العصر...

 

في مقارنة سريعة بين الأيّام الماضية والأيّام هذه، لا بدّ للمرء من أن يدرك أنّ الطّفولة بدأت تتلاشى، فالطّفل لم يعد طفلًا بريئًا كما كان، والألعاب التي تلهيه وتُفرحه ما عادت مشوّقة كالسّابق.

ففي عصر التّكنولوجيا والإنترنت والأجهزة الإلكترونيّة، باتت متطلّبات الأطفال متعدّدة ومتقدّمة أكثر، لم تعد اللّعبة البلاستيكيّة البسيطة ترضي الطّفل بل إنّ الألعاب الإلكترونيّة والفيديوهات المتنوّعة باتت جرعة قيّمة للهو الطّفل وتسليته.

والتّسلية السّابقة التي كانت معروفة باللّعب في البرّيّة وبين الأصدقاء وفي الهواء الطّلق باتت اليوم مستَبدَلة بالانطواء والوحدة، لا بل لامست أساليب العنف الذي يستشري في معظم الألعاب الإلكترونيّة.

العنف هذا دفع بالأطفال إلى تبنّي أسلوب العدائيّة والغضب بشكل مستمرّ، وهذا ما يلمّح مرّة جديدة بأنّ الطّفل لم يعد طفلًا، هو صغير في الحجم والمظهر لكنّ قلبه تجرّد من البراءة ولسانه تبرّأ من الرّقّة.

اليوم، في عيد الطّفل، صلاة إلى الرّبّ ليحمي أطفالنا من كلّ الوسائل التي تدفعهم نحو الطّيش والضّلال والانغلاق على الذّات. الطّفل جميل ببراءته وطهارة قلبه، فلنحافظ على أطفالنا وليكن الأهل درعًا متينًا يحمي صغار هذا العالم.