الطّاعة على غرار مار يوسف...
ومن أبرز فضائل مار يوسف هي الطّاعة... هذا الشّابّ الذي أحبّ الصّبيّة مريم وأراد أن يؤسّس عائلة معها وحياة خاصّة كسائر شباب عصره، أطاع الرّبّ الذي تدخّل في مسار حياة يوسف وطلب منه قبول المسيح ابنًا أنزله الله في أحشاء مريم.
بكلّ طاعة، قبِل مار يوسف هذا التّغيير الجذريّ، واعتنى بمريم، وفتح بيته حضنًا روحيًّا لها، وربّى المسيح تربية صالحة متخلّيًا عن كلّ أحلامه طاعةً لمشروع الرّبّ.
وعندما اقترب الخطر على الطّفل يسوع، هي الطّاعة الّتي دفعت بيوسف لقبول الهجرة، فترك بلده وبيته وتوجّه إلى مصر مختبرًا الغربة والفقر، وطاعةً للرّبّ أيضًا عاد إلى النّاصرة مؤسّسًا حياة جديدة.
الطّاعة صفة سامية لدى مار يوسف، نحن مدعوّون للتّحلّي بها، فلنبتعد عن اعتبار أنفسنا المرجع الأوّل والأخير، ولنسمح بأن يعلّمنا مار يوسف أنّ الحقيقة ليست نسبيّة، والأمور ليست مرتبطة بنا، بل بطاعتنا لكلمة الله ولإنجيله.