دينيّة
26 تشرين الأول 2018, 13:00

الصّمت فضيلة!

ماريلين صليبي
خلف ضجيج العالم أجمع، يقف الصّمت بخفر. يتأمّل ضوضاء الدّنيا وجنونها حزينًا لحال الكثيرين.

 

كثر هم من تعميهم الموسيقى الصّاخبة ويغرقهم ضباب الزّحمة فيتغاضون عن السّكوت والصّمت والهدوء.

هذه الخصال الأخيرة باتت تتلاشى تدريجيًّا في مجتمعاتنا، ولكن هل فكّرنا يومًا بأهمّيتها؟

بالصّمت يتفتّح الإصغاء، تزهر المعرفة، يتألّق الفهم، تتجلّى الحكمة.

بالهدوء يرتفع العطاء، يُتوّج التّبادل، يتحقّق التّفاهم.

وإلى ذلك، للسّكوت أهمّيّة على النّطاق الرّوحيّ أيضًا. قيل في سفر المزامير 9:39: "صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ فَمِي، لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ".

هي آية توثّق ضرورة الإصغاء إلى كلام الرّبّ والتّقليل من الكلام، فالكلام الكثير يُبعد المرء عن التّعاليم الرّوحيّة المحيية التي تنير الفكر وتنقّي القلب وتجدّد الرّوح وتستسلم لمشيئة المخلّص.

الصّمت نعمة من الرّبّ لا بدّ من استثمارها في أوقات عدّة، ففي الغصب لا بدّ من إسكات الشّراسة، وفي الفرح لا بدّ من إخماد الوعود الفارغة، وفي الحزن لا بدّ من تهدئة اليأس الضّارب.

لتكن إذًا الأذن حاضرة لتغرف المعرفة الاجتماعيّة والدّينيّة، واللّسان هادئ لا يتفوّه إلّا بالإيجابيّة والصّواب والخير.