دينيّة
14 أيلول 2019, 13:00

الصّليب.. أوّل شجرة للحرّيّة

ريتا كرم
كثيرون حملوا صليب الرّبّ وساروا درب الألم فتقدّسوا، وكثيرون يحملونه في حياتهم اليوميّة بفرح متحمّلين ثقله كلّهم ثقة أنّه بالصّليب سينتصرون. ولعلّ أبرز الأسماء الّتي لا يمكن أن يمرّ عيد ارتفاع الصّليب اليوم من دون تذكّرها هو الأب يعقوب الكبّوشيّ الّذي اتّخذ من صليب الرّبّ "حبيبًا للقلب".

 

واليوم في ليلة عيد ارتفاع الصّليب، نغرف من صلب قداسته حفنة إيمان عساه يقودنا إلى "عرش النّعمة" ذاك الّذي تخبو أمامه أضواء كلّ العروش الأرضيّة المرصّعة بالأحجار الكريمة والزّائلة. 

اليوم، نعلّق كلّ خطايانا على "أوّل شجرة للحرّيّة" ونتطهّر بقيامة قلوبنا الرّاقدة في الظّلمة وتتفتّح أعيننا على نور القيامة.

اليوم، نسمّر أنظارنا على صليب المجد الّذي منه منح الرّبّ البشريّة السّلام، "ومن أعلاه قرّب السّماء من الأرض"، ونمدّ أيدينا نحو سيّد الأكوان ليباركها بيمينه فلا تعود تثمر إلّا ثمارًا ناضجة تنضح خيرًا وبركات وتعكس محبّة الآب.

أنت يا ربّ ارتفعت على هذه الخشبة ظلمًا ولكنّك بصليبك منحتنا خلاصًا وحياة وسعادة وقوّة. بارتفاعك رفعتنا عن جمرة الخطيئة المحرِقة وأطفأت شرارتها الملتهبة وأرشدتنا إلى التّوبة وأزالت كلّ خوف فينا.

اليوم، في عيد ارتفاع الصّليب، نسلّمك يا ربّ كلّ ما فينا وما لنا، سائلين الله مع الأب يعقوب الكبّوشيّ أن يبارك عملنا ويقدّس كلامنا ويزيد أفراحنا ويخفّف أوجاعنا، فنعزف على "آلة تكوّن القدّيسين" لحن القيامة والانتصار والمجد.