دينيّة
02 آب 2019, 13:00

الصّلاة... لقاء حبّ وثقة

ماريلين صليبي
يدعونا يسوع إلى اختبار الصّلاة، واضعًا إيّانا في اتّصال مباشر مع الآب. هنا تكمن حداثة الصّلاة المسيحيّة! إنّها حوار بين أشخاص يحبّون بعضهم، حوار يرتكز إلى الثّقة"... كلمات وتوصيات ودعوات هي، جاءت من على لسان الحبر الأعظم ليقود البشريّة إلى حيث الخلاص.

 

البابا فرنسيس يذكّرنا بكلام الرّبّ، بعظمة الدّين المسيحيّ لما فيه من انفتاح ولقاء مع المسيح. فبالصّلاة نتّصل مع أبانا السّماويّ، بحداثة وعصريّة وبعد تامّ عن التّعصّب والتّقوقع. وها هي الصّلاة تشكّل جسر عبور  نسيره بفرح للانتقال من المشاكل الأرضيّة إلى الحلول السّماويّة.

كلام الرّبّ في الإنجيل يشكّل تعاليم أزليّة غير فانية، تصحّ في كلّ زمان وكلّ مكان، تتأقلم مع تحدّيّات كلّ عصر، فهذا الحوار الذي يديره المؤمنون مع المسيح مبنيّ على الحبّ والثّقة.

هذا الحبّ وهذه الثّقة إذًا يشكّلان منطلقًا للصّلاة واللّقاء مع الرّبّ، فالحبّ يعني التّضحية، الفرح، العطاء، الإحترام، والثّقة تعني تسليم الذّات إلى أيادٍ مقدّسة تنسج السّلام والطّمأنينة.

الله يحبّنا حبًّا عظيمًا ونحن بدورنا لا بدّ من مقابلته بمقدار هذا الحبّ نفسه، حبّ تكون نتيجته الثّقة العمياء والأكيدة بتدبير الله الخلاصيّ لحياتنا المتأرجحة.

فها هو الحبر الأعظم يرفع إلينا سرّ الصّلاة المسيحيّة، صلاة مميّزة بقوّة اللّقاء والاتّصال مع الرّبّ، فهي أساسها الحبّ وقوامها الثّقة وخصالها الإنفتاح.

في تغريدته إذًا، يحاول البابا فرنسيس دفعنا نحو الصّلاة والاتّحاد بالرّبّ، واختبار تعاليمه ووصاياه، فالمسيح نقل إلينا صلاة نردّدها إلى أبانا السّماويّ مختصرًا بها مسافات واسعة تُبعدنا عنه، هي صلاة تصلح إلى الأبد، تتغلغل في القلوب لتنعشها بالمحبّة والصّلاح، فنختبر اللّقاء المحيي مع الرّبّ المحيي.