الصّلاة بُعد جامع!
فعندما تضيق بنا الدّنيا، لنصلِّ...
عندما نتألّم من المرض والجروح، لنصلِّ...
عندما نتعذّب لفراق حبيب، لنصلِّ...
عندما تتلبّد السّماء بالغيوم الدّاكنة وتهمّ العاصفة بالهبوب، لنصلِّ...
ولكن، في الوقت نفسه، لنصلِّ أيضًا كلّما كانت الدّنيا واسعة ومبتهجة...
لنصلِّ كلّما كنّا سليمين لا نعاني من أيّ داء...
لنصلِّ كلّما كان أحبابنا في قربنا وإلى جانبنا...
لنصلِّ كلّما كانت السّماء صافية مشمسة يعبق فيها أريج الورود...
بهذا إذًا، تكون الصّلاة منبعًا للخير والأمل بقدر ما تكون أيضًا سبيلًا لتوثيق الأفراح والنِّعم. فبحسب الحبر الأعظم، الصّلاة ليست ملاذًا تتفجّر فيه الأنانيّة الإنسانيّة، بل طريقًا مفروشًا بالمحبّة، يسير المرء من خلاله إلى أخيه في الإنسانيّة، إلى الجماعة، إلى المودّة، إلى الصّداقة، إلى حيث يتمّ اللّقاء بالآخر بعطاء مجّانيّ.
الصّلاة، إن لم تكن بُعدًا جامعًا، لا تكون صلاة مسيحيّة مبنيّة على الصّدق والإيمان، لأنّ بالصّلاة تُبنى جسور التّواصل وبالمحبّة يتحقّق الفرح الأرضيّ وبعده الأبديّ...