دينيّة
05 تموز 2024, 12:00

الشهداء المسابكيون إلى مصاف القدّيسين

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم البروفسور الأب يوسف مونّس

 

 

الكنيسة المارونيّة على موعد جديد مع القداسة، بما أنّ البابا فرنسيس سيعلن قداسة الإخوة الشهداء المسابكيّين يوم الأحد في 20 تشرين الأوّل/أكتوبر 2024. فقد صوّت الأب الأقدس ومجمع الكرادلة على قانونيّة إعلان قداسة الشهداء المسابكيّين مع 12 قدّيسًا، بينهم الطوباويّ كارلو أكوتيس وشهداء دمشق الفرنسيسكان،

فمبروك للكنيسة المارونيّة.

 

وافق قداسة البابا فرنسيس ومجمع القدّيسين على تقديس الشهداء المسابكيّين الثلاثة

فرنسيس، وعبد المعطي، ورفائيل في 20 تشرين الأوّل/أكتوبر 2024 موعد إعلان قداستهم في روما  

ومعهم إثنا عشر قدّيسًا آخرون من العالم.

 

البركة والفرحة والافتخار تغمر لبنان وسورية وقلوب المسيحيّين في لبنان وسورية

وتعمّ الكنائس المارونيّة في لبنان والعالم.

 

ففي 2 آب/أغسطس سيطوّب البطريرك إسطفان الدويهيّ في لبنان وفي 20 تشرين الأوّل/أكتوبر سيعلن الشهداء الموارنة الثلاثة قدّيسين.  

ذكر السنكسار المارونيّ تاريخ استشهادهم في يوم 10 تموّز/يوليو سنة 1860، قال:

"لقد جادوا بحياتهم لأجل إيمانهم بالمسيح في دمشق سنة 1860"

هم أبناء الغنى والكرم ووفرة الأعمال ونبل الأخلاق وحسن المعاملة واللطف والتواضع والعطف.

من كبار تجّار القماش والحرير في الشام ومن كبار فاعلي الخير وإطعام الجياع والعطف على الفقراء والمرضى والمساكين.

 

وأنقل من السنكسار المارونيّ  صفحة 158 عام 1860 بتصرّف، أنّه يوم ثار البعض في دمشق وفي جنوب لبنان على المسيحيّين لجأ شهداؤنا مع العديد من المسيحيّين  

إلى دير الرهبان الفرنسيسكان في دمشق عندما أضرم هؤلاء النار في حيّ المسيحيّين

فدخل اللاجئون مع الرهبان الكنيسةَ يصلّون واعترفوا وتناولوا".

 

"أنا فرنسيس مسابكي، ماذا تطلبون" هذا ما قاله الشهيد فرنسيس عندما هجم على الدير جمهور من الرعّاع مدجّجين بالسلاح وهم يصرخون أين فرنسيس مسابكي؟

ذعر الناس اللاجئون فهربوا وفرّوا من الكنيسة واختبأ البعض فيها.

وهناك كان فرنسيس وحده جاثيًا يصلّي أمام تمثال "أنا الأمّ الحزينة".

قالوا له: "جئنا ننقذك أنت وذويك بشرط أن تنكروا وتجحدوا الدين المسيحيّ  

وتعتنقوا الإسلام، وإلّا فستهلكون جميعًا وتموتون".

فأجابهم فرنسيس:"إنّنا لمسيحيّون وعلى دين المسيح نموت. فنحن معشر المسيحيّين لا نخاف ممّن يقتلون الجسد، كما قال الربّ يسوع".

وأخذ يشجّع أخويه قائلًا لهما: "تشجّعا واثبتا في الإيمان، لأنَّ إكليل الظفر معدّ في السماء لمن يثبت إلى المنتهى".

فأعلن أخواه إيمانهما بالربّ يسوع قائلين: "إنّنا مسيحيّون ونريد أن نحيا ونموت مسيحيّين".

فانهال عليهم المضطهدون إذّاك بالضرب بالعصيّ والخناجر والفؤوس حتّى قتلوهم، وأسلم الشهداء أرواحهم الطاهرة في اليوم العاشر من شهر تمّوز/يوليو سنة 1860.

أعلن البابا بيوس الحادي عشر تطويبهم في اليوم العاشر من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر  

سنة 1926 بسعي الطيّب الأثر المطران بشارة الشماليّ رئيس أساقفة دمشق المارونيّ.

إعلان تقديس الأخوة المسابكّيين الدمشقيّين، هذا هو جواب السماء لنا .

هذه إشارة لنا من السماء، أنَّ الله يرعى شعبه ويحافظ على كنيسته ويحمي الوطن وأبناءه.

مبروك للموارنة والكنيسة المشرقيّة، مبروك لأبرشيّة الشام المارونيّة.