21 نيسان 2015, 21:00
الشعب الارمني ضحية السياسة الطورانية للسلطنة العثمانية
(شربل صفير - تيلي لوميار) مئة عام مرّت على مقتل مليون ونصف المليون من الأرمن، إلى جانب بعض الأقليات الأخرى كالسريان، على يد الأتراك العثمانيين، ولا زالت تركيا الحديثة ترفض الإعتراف بأول إبادة جماعية ارتُكبت من قبلها في القرن العشرين. من هذا المنطلق رفض الكاثوليكوس آرام الأوّل كل التلميحات والتصريحات التي تحاول تفسير وربط الإبادة الأرمنية بالعامل الديني، لافتاً الى انّ كل الوقائع التاريخية والبراهين وحتى المستندات التركية، تثبّت بأن العملية المنظّمة والمنفّذة بدّقة من الدولة العثمانية كانت تهدف الى إزالة شعب بأكمله من أرضه والتخلص منه، بإبادة جماعية، وذلك ضمن المشروع البانطوراني لحزب الاتحاد والترقي الحاكم آنذاك في الدولة العثمانية، الهادف الى جمع كل الشعوب والاتنيات التركية عرقياً وثقافياً في آسيا الوسطى والشرق الأوسط في امبراطورية طورانية عاصمتها اسطنبول. فالشعب الأرمني الذي كان متجذّرا على هذه الأرض في كيليكيا وأرمينيا الغربية، اعتُبِر بنظر هذا الحزب عائقاً لهذا المشروع. لذا قرّر إزالته كلّيا من الوجود بإبادة جماعية.
وأضاف آرام الأوّل، أنّ قادة الأتراك يحاولون اليوم إضفاء الطابع الديني على مطالبة الأرمن للعدالة، معتبراً أنّ الكنيسة هي صوت الشعب وإرادته بعيدا كل البعد عن الامور الجيوسياسية والسياسة الدولية، مرحّباً بموقف البابا فرنسيس خلال القداس الخاص لليوبيل المئوي للإبادة الارمنية، والذي رفض فيه السكوت عن الإبادة الاولى في القرن العشرين.