الزّميلة ريما مالك تدخل الحياة الأبديّة
ريما الّتي لم تخبر أحدًا عن هذا المرض الخبيث الّذي تربّص فيها من دون رحمة، آثرت أن تحمل الصّليب وحدها متوكّلة على يسوع المسيح، فحضّرت لرحيلها بصمت، وكتبت وصيّتها الّتي في سطورها طلبت ألّا يتحدّث أحد عنها داخل الكنيسة، وإنّما أن يكون يسوع هو المحور.
ريما الّتي تعانق اليوم عريسها السّماويّ، حفلت مسيرتها على الأرض بالعديد من المحطّات والإنجازات الّتي أدّتها بسلام وفرح وتواضع ومحبّة: هي عضو في بلديّة عجلتون، البلدة الّتي أبت أن تمرّ بها من دون أن تترك بصمتها الخاصّة فأسّست فيها المركز الثّقافيّ، كما بلديّة للأطفال. وفيها عملت تحت جناح الكنيسة فكانت عضوًا في جوقة مار زخيا، وطلائع العذراء، وساهمت في تأسيس أخويّة شبيبة العذراء- عجلتون.
عزّزت مالك حضورها كذلك في أبرشيّة صربا المارونيّة، حيث ترأّست لجنة إقليميّة لطلائع العذراء، وتسلّمت لجنة الدّعوات فيها. كما لمع إسمها في رابطة الأخويّات فكانت أحد مؤسّسي معهد التّنشئة والتّدريب في الرّابطة.
وضعت ريما حياتها بين يدي الرّبّ، سائلة شفاعة أمّه مريم العذراء، مترجمة ذلك بانتمائها إلى جماعة أصدقاء مريم ملكة السّلام، عائلة مديوغوريه في لبنان، كمسؤولة ومنسّقة فيها.
أمّا على الصّعيد الإنسانيّ فتابعت الرّاحلة رسالة والديها من خلال جمعيّة "يد الرّحمة" في عجلتون، فأمدّت الكثيرين بالمساعدة بسخاء لا ينضب.
ريما الّتي برعت كبروفيسورة في الجامعة اللّبنانيّة، سيفتقدها الكثير من الطّلّاب اليوم، بخاصّة الشّباب والشّابّات الّذين ساعدتهم في إيجاد فرص عمل في مجالات عديدة.
اليوم وفيما القلوب يعتصرها الألم والعيون تذرف الدّموع، لا يمكننا إلّا أن نرفع الصّلاة إلى الآب، داعين لزميلتنا ريما بالرّاحة الأبديّة في بيت الله الواسع، هناك حيث لا ألم ولا أنين ولا مرض ولا موت، محقّقين وصيّتها في مرافقتها بالصّلاة في مسيرتها نحو الأبديّة، مؤمنين أنّها اليوم بين الأبرار والصّدّيقين. المسيح قام... حقًّا قام!