دينيّة
06 أيلول 2016, 08:36

الرّبّ الأمين.. قاعدةٌ متينة

ماريلين صليبي
يقول البابا فرنسيس لأمّة تعيش في عالم يغلّفه ضباب الفساد والغدر والعنف: "إنّ الذي يبني على الله يبني على الصّخر، لأنّه أمين على الدّوام، حتّى إن قصّرنا في الأمانة."

 

هي دعوة أولى لنا، نحن الطّامحون دومًا إلى الكمال والنّجاح والسّموّ، لنبني أفكارنا وتصرّفاتنا وتطلّعاتنا وحاجاتنا وأحلامنا على قاعدة متينة ألا وهي العناية الإلهيّة.

هي دعوة ثانية لنا، نحن المنهمكون في انشغالات الحياة اليوميّة، لنثق بعطايا الله اللّامتناهية رغم التّقصير الإيمانيّ أو التّلاشي في الممارسة والمداومة على الصّلاة.

لنبني إذًا طموحاتنا وأيّامنا المقبلة على الصّخر المتين، صخر التّدخّل الإلهيّ، فنجبل مادّة الخرسانة بعبارة "لتكن مشيئتك" ونصبّ بين حجر وآخر التّدبير الإلهيّ ونرفع مع قضبان الحديد الصّلوات الصّادقة، فينشأ البناء الصّالح على أعمدة الخشوع والإيمان، مثبَّتًا بقاعدة أرضيّة صلبة لا تهب العواصف ولا الزّلازل ولا التّشقّقات لأنّها مُصانة من عين إلهيّة ساهرة.

لنثق أيضًا أنّ الله لن يتركنا في صحراء اليأس وحدنا، ولو حجبت الاهتمامات الأرضيّة عن بصائرنا ضرورة الاستنجاد به. الله يتبع تحرّكاتنا ويعرف حاجاتنا ويحقّق آمالنا بالوقت الذي يراه مناسبًا والطّريقة التي يعتبرها الأفضل. هو يعطينا ولا يطلب مقابلًا، هو يُنعم فيضًا من البركة ولا يعاتب إهمالنا.

لنغمض أعيننا إذًا ولنسير في دروب الشّوك متأكّدين أنّ الله معنا دائمًا أبدًا، لن يتركنا نتخبّط في دوّامة الفساد بل سينتشلنا منها حتمًا ويرفعنا إليه لنفرح في الحياة الأبديّة.