التّعليم المسيحيّ.. بين المادّة والشّهادة
إنّ الإيمان المسيحيّ لا يُلقّن إنّما يُبشّر به، فتعمل المدارس المسيحيّة اليوم على زرع تلك البذور في نفس الأطفال كي يتخلّقوا بخُلق المسيح ويتبنّوا أفكاره ويعملوا أعماله، فكما يقول بولس الرّسول: "بالبشارة ولدتكم في المسيح يسوع" و"إنّي أتمخّض بكم أيضاً إلى أن يتصوّر المسيح فيكم."
ومع تقلّص دور العائلة للأسف في هذا المجال، نسبة لتزايد الانشغالات الحياتيّة والهموم المعيشيّة من جهة، ولتفوّق ثقافة الولد على ثقافة أهله من جهة ثانية ما جعل عمليّة نقل الإيمان إليهم مسألة صعبة، أتت المدرسة اليوم لتنقذ الوضع بإيعاز من الكنيسة ورؤسائها عبر تخصيص ساعة للتّعليم المسيحيّ.
فبين اكتشاف كلمة الله واستيعابها وحفظها وإعلانها مسيرة يمشي خلالها التّلميذ الدّرب في كلّ مراحل تعليمه المدرسيّ بتقنيّات تختلف من مرحلة إلى أخرى وبلغة تخاطب العقل البشريّ بحسب عمره ودرجة نموّه الفكريّ والرّوحيّ، على يد معلّمين ليسوا أساتذة عاديّين بل هم "شهود إيمان" وقدوة في حياة تلاميذهم.
إذاً، لنسأل أن يكون هؤلاء الشّهود مثالاً فكراً وقولاً وعملاً، وأن يتخرّج من بين أيديهم جيل يتذكّر الله في كلّ مكان ويذكر تعاليمه في كلّ زمان.