التّربية بلا عنف طريق إلى السّلام العالميّ
في اليوم العالميّ لللّاعنف، نلقي نظرة إلى مجتمعنا، مجتمع تملؤه القسوة وتغيب عنه الرّحمة. من منازلنا تبدأ الثّقافة المعنّفة، فحتّى الطّريقة التي نلعب فيها مع أولادنا تشوّه معاني السّلام؛ فالوالدة تغنّي لطفلها لينام واعدة إيّاه بذبح حمامة بريئة، والوالد يلعب مع ابنه بالسّلاح مؤكّدًا له أنّه رمز الرّجولة.
والويل لولد لم ينجح في مدرسته، أو لم يحصل على أعلى الدّرجات، فعندها تنهال التّهديدات بالقتل والذّبح وتكثر الشّتائم والكلمات البذيئة.
وللأسف، لا يزال العنف الأسريّ مستشر في عائلاتنا، فكم من ولد يشهد يوميًّا على تعنيف والده لوالدته.
إن كنّا غير قادرين على ضبط ألسنتنا في عقر دارنا وبرفقة أطفالنا، وإن كانت ثقافة العنف رفيقة دربنا مع أعزّ النّاس إلى قلوبنا، فكيف نحلم بحلول السّلام في العالم؟
كلّنا مدعوّون اليوم، وخصوصًا الأهل، لاتّباع ثقافة اللّاعنف، بدءًا من ألفاظنا، وطريقة اللّعب مع أطفالنا. من مسؤوليّتنا أن نربيّ أجيالًا مسالمة، أجيال تفهم لغة الحوار لا لغة التّعنيف والضّرب، عسى أن نصحو يومًا على مجتمع يخيّم عليه السّلام.